المقطع الذي انتشر في اليوتيوب يظهر فيه السفير السعودي بالقاهرة يقف محاطا بكبار موظفيه يتحدث مع مواطنة تقترح عليه حلولا منطقية فيقول لها ساخرا: يا سلام عندك حلول؟
بلغة تبدو فيها نبرة التعالي والتحقير للمرأة بوصفها أنثى وبوصفها مواطن درجة ثانية مع أن خطاب الملك عبد الله الشهيرالذي وجهه للسفراء وبدت فيه لغته- حفظه الله- لغة تتسم بالتحذير من الاستهانة بالمواطنين وحقوقهم سواء كانوا رجالا أو نساء ، ودون النظر لمراتبهم ومناصبهم ومراكزهم ونهاية أسمائهم وانتماءاتهم يظهر هذا في مقولته -رده الله لنا سالما - «أي فرد يأتيكم مهما كان، مهما كان (يُكررها مرة أخرى)، اعرفوا أنه من الشعب السعودي. وأنا من الشعب السعودي، وهو ابني وأخي. لا تقولوا هذا ما له قيمة. إياي وإياكم. قدروهم واحترموهم لتحترمنا الشعوب». عبد الله بن عبد العزيز.
المواطن خارج بلده أحوج ما يكون لسفارة بلده ووقفتها معه ويتم من خلال تعامل السفارات معرفة قيمة الفرد بالنسبة لبلده ، السفارات لم تفتتح للاستقبالات والحفلات والولائم، السفارات فتحت من أجل خدمة الوطن وتقوية علاقاته السياسية والثقافية في البلد الذي تقع فيه، وكذلك خدمة المواطنين وتيسير أمورهم وإعطائهم إحساسا بأن أهميتهم ومكانتهم كبيرة لدى وطنهم ، ذلك وجه من أوجه تعزيز الانتماء بين المواطن ووطنه. فهل يعي ذلك بعض سفرائنا؟
أما عن لغة التحقير الظاهرة في التعامل مع المرأة في بيئة العمل مازال محتبسا في صورتها التقليدية حيث هي الجنس الأدنى الذي يجب أن يصمت دائما ولابد ألا يسمع منه إلا سمعا وطاعة، ويتساوى في ذلك المثقفون الليبراليون - والإسلاميون التقليديون وإن كانت النسب تتفاوت لكنها في مجملها لا تخرج عن ذلك!