وضع يوم 25 يناير من عامنا الحالي حداً ساخناً بين عهدين في المشهد الساسي المصري سلطة دامت لأكثر من ثلاثين عاماً يواجهها حزب واحد يهيمن على كل مؤسسات الدولة السياسية محتكراً حركة الشارع المصري وقيادته يمهد لها الطريق نحو عضوية المجالس المدنية في الشورى والبرلمان دون منافس.
رافق التسلط الحزبي الخانق للشعب المصري بظهور حركات وأحزاب سياسية تعارض هذا المنهج الحزبي الأحادي الشامل للحزب الحاكم وأعلنوا نشاطهم للخلاص من الفساد السياسي والمالي والاجتماعي والعودة إلى قرار الناخب المصري النزيه نتيجة انتخابات حرة لا يمسها تيار تزوير البطاقات الائتمانية وقد تزعمت هذا التيار المعارض شخصيات مصرية لها علاقات دولية مؤيدة لنشاطهم السياسي ومن أبرزهم الدكتور محمد البرادعي والدكتور زويل الحائزين على جائزة نوبل العالمية وينضم لهم الأستاذ عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية كشخصية مقربة ومحبوبة للمواطن المصري.
جاءت حركة الشباب عفوية مستقلة عن كل التيارات الحزبية المعارضة لتعلن الصيحة الشعبية بتجمهر (مليوني) مواطن منادية بالإصلاح السياسي وعلى رأسها المطالبة بعدم عودة الرئيس محمد حسني مبارك للسلطة وإلغاء النية في توريث نجله السيد جمال مبارك للترشيح في انتخابات الرئاسة في الصيف القادم وأمام هذا الضغط الشعبي جاء الرد من الرئيس بتفضله وحكمته السياسية بتعيين السيد عمر سليمان نائباً له، وتكليف الفريق أحمد شفيق بتشكيل وزارة جديدة تتولى المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تعيشها الدولة المصرية.
حاولت الأحزاب والشخصيات المعارضة لنظام الرئيس مبارك خطف النصر السياسي الذي حققه الشباب الغاضب والمعتصمون في ميدان التحرير وبدأوا وضع البرامج والخطط للوصول إلى المناصب القيادية في السلطة المصرية القادمة وتم تركيب رؤوس عديدة من مرشحي الأحزاب والشخصيات المعارضة المستقلة على جسد حركة شباب 25 يناير والتي عرضت نفسها سياسياً دون قياة سياسية تتزعمها.
المواطن العربي قبل المصري يستغرب للتدخل الإقليمي والدولي في الشأن المصري وإعطائهم الحق لقادة دولهم في الوصاية السياسية على الشعب المصري وإملاء التوجيهات والوسائل المطلوب تنفيذها على القيادة السياسية المصرية واتفق أصدقاء نظام الرئيس مبارك في الأمس بالمطالبة بتنحيته عن الحكم وتمادي بعضهم بالأمر بمطالبته بالتنحي الفوري وعرض (خطة طريق) سياسية للتغيير في انتقال السلطة سلمياً وكان الرد المصري الدبلوماسي شجاعاً مسؤولاً برفض كل صنوف التدخل في الشأن الداخلي المصري ورفض الشرق الأوسط الإسلامي المقترح الإيراني الذي أعلنه المرشد خامئني ولا قوية وعريضة للمحاولات الغربية والأمريكية وبعرض للمرة الأخرى لمشروع الشرق الأوسط الكبير مصر الدولة تعتب على عالمها العربي الذي تشكل مكانة القلب فيه وكان الصدى لصرخات الاستغاثة الصمت الحذر.
أما أمين جامعة الدول العربية الأستاذ عمرو موسى فقد عاد للمسرح السياسي المصري منوهاً بالتلميح لاستعداده لتولي (أعلى) المسؤوليات في السلطة المصرية القادمة اثر رفعه على أكتاف شباب ميدان التحرير!
البابا شنودة زعيم الطائفة القبطية في مصر أعلن عن موقف وطني ملتزماً بالعقلانية في معالجة الأزمة السياسية التي تعيشها الدولة المصرية بتأيده لبقاء الرئيس مبارك حتى نهاية فترة رئاسته والتأكيد على الوحدة الوطنية وفاء للدعم الرسمي للطائفة القبطية من عهد الرئيس مبارك والخشية من تسلم الأخوان المسلمين للسلطة وتهميش الأقباط من حقوقهم المدنية.
الرئيس مبارك أثبتت شخصيته السياسية مخزوناً عميقاً من الخبرة والحكمة السياسية وشجاعة القائد المسؤول الذي أفسح للتيار الحاد الغاضب بالمرور بقرارات جريئة أفشلت كل المحاولات الدولية الطامعة لتخريب مؤسسات الدولة المصرية فالشخصية الشجاعة الصامدة كل الإعجاب والتقدير وأثبت الجيش المصري صبراً والتزاماً عسكرياً مثالياً في ترسيخ هيبة السلطة في حفظ الأمن والنظام والسيطرة المدنية على الحياة اليومية وفي كل المناطق والمدن المصرية.
الرئيس مبارك لبى كل نداءات شباب 25 يناير وقدم لهم برنامجاً دستورياً للتغيير والإصلاح السياسي للمرحلة القادمة وحفاظاً على مستقبل مصر واقتصادها المهدد بالتدهور والإفلاس ومنعاً لكل طامع أجنبي أياً كان موقعه الجغرافي لاستغلال غضب شبابنا الوطني أمام كل هذه المكتسبات السياسية المصيرية الهامة يتوحد النداء العربي المصري لشباب ميدان التحرير.