التراب الوطني عشق كبير ورمز غالي للعديد من شعوب المعمورة.. فهو المأوى والملاذ والراحة والسكينة فمهما طال السفر لابد من الحنين إلى الوطن والعودة إليه.. لكن كان لزاماً على الوطن أن يوفر العيش المقبول وأن يجعل أبناءه في حالة جيدة من رغد العيش وتوفير فرص العمل.. وإعطاء الحرية المعقولة والشفافية بين قادة الوطن وشعبه.. وتطبيق مبدأ العدالة والمساواة.. مثلما تطبقه بلادنا حفظها الله وحرسها الله من كل مكروه.. حتى زرع القادة الحب والولاء في نفوس شعوبهم للبلاد وكانوا نعم العباد المخلصين والمطيعين المعمرين لأوطانهم.
وما حدث في تونس تلك الدولة العربية الشقيقة من عدم الالتزام بذلك جعلت الشعب يتمرد على كل الحواجز والأسلاك الشائكة ويصرخ بصوت عال من جميع الجبهات وفي مختلف الولايات ويجمع على إسقاط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.. وكانت انتفاضة داخلية حملت هاجس الفقر والجوع والبطالة ذلك الثالوث الخطير غير القابل للتأجيل.. لقد خرجت هذه المظاهرات عن المعارضة السلمية إلى المواجهات والمصادمات مع رجال الأمن فسالت الدماء.. ودبت الفوضى وأهلك الحرث والنسل.. لقد عاشت تونس إثر ذلك فراغاً سياسياً فترة من الزمن كاد أن يجرها إلى الهاوية وأصبحت أخبارها اغتيالات وسرقات ومشاحنات ومصادمات.. أحياء تحرس بالتناوب من قبل أهاليها.. فواجع هنا وهناك مئات الجرحى والمصابين.. مطارات معطلة ودكاكين مغلقة وشح في الغذاء والماء..
تمنياتنا أن تعود تونس إلى سابق عهدها بلد الشموخ والنماء والثقافة والسياحة وأن نتجاوز هذه المرحلة الحرجة من واقعها الأليم وأن تصبح ذلك البلد الجميل ضمن مجموعة دولنا العربية ولا سيما أنها بلد الحضارة والتاريخ.