لم تعد القنوات الفضائية اليوم (حكومية وخاصة) المتسيد الأول في بسط السيطرة (الخبرية) للجماهير في مختلف بقاع الدنيا، بل تعدى ذلك ليقول الإعلام الجديد كلمته (الفصل) ويزاحم بقوة لنقل وقائع الأحداث التي تشهدها المنطقة حال حدوثها.
اليوم تظهر خصائص جديدة وتقنيات سريعة جداً لتخبر الناس بما يدور حولهم خاصة وأن الإعلام الفضائي يُسيّر ساعات بثه وفق رؤية مؤدلجة ومصالح خاصة، بينما الإعلام الجديد له رؤية واضحة وواحدة وهي نقل الحدث كما هو.
اليوم لدى الجمهور متسع من الخيارات من خلال مواقع إخبارية تملأ فضاء الشبكة العنكبوتية وكذلك تويتر وفيسبوك وقوقل ويوتيوب وغيرها ومشتركيها بعشرات الملايين، بمعنى أن الأخبار والصور تنقل في لحظتها دون تدخل (مونتاج) في كثير من الأحيان.
اليوم اعتمدت أشهر قناتين عربيتين في نقل الأحداث (العربية والجزيرة) على هذه الخدمات ودعت مشاهديها لإرسال ما لديهم وفتحت (حسابات) للخدمات السابقة لإرسال صور ومقاطع مرئية للأحداث الجارية في مصر، وهي خدمة جديدة رأت المحطتان أن يكون المشاهد أيضاً صانعا للخبر والصورة وناقلا لها.
هذه لغة جديدة طغت على العالم، ولعلّ دعوات الجماهير المصرية وقبلهم التونسيون من خلال هذه المواقع للتجمعات هو دليل واضح على أهميتها ودخولها بقوة على خط القنوات الإخبارية التي لم تحاول سوى التناغم معها والركض خلفها لتلحق بركب المتسارعين من الناس والأحداث على حد سواء.