عندما يقرر شخص ما الزواج فإنه يفكر كثيرا ويسعى ويبحث بشكل دقيق وحذر عن شريكة حياته، لكن عندما يريد الشخص الانفصال وإنهاء هذه الشراكة فإنه غالبا ما يقرر بشكل سريع دون الأخذ في عين الاعتبار وجود الأطفال الذين يعتبرون ضحية لهذا القرار وهذه الحياة، فكان لابد لتفادي هذه المشكلات النفسية التي يقع فيها الأطفال وتم ذكرها في مقالي السابق أن يتم الانفصال بشكل سليم وبتخطيط مسبق بين الطرفين حتى نستطيع أن نطلق عليه (الطلاق الناجح).
حيث أظهرت الدراسات النفسية أن الأطفال الذين يمرون بتجربة انفصال الوالدين ويكون الأب والأم أكثر تعاونا يكونون أكثر استقرارا من جميع النواحي وخاصة النواحي النفسية والعقلية.
لذلك كان لابد على الوالدين العمل بخطوات معينة في مرحلة الطلاق حتى لا تؤثر الظروف الجديدة بشكل سلبي على أطفالهم ومن هذه الخطوات:
- أن يكون لدى الوالدين الرغبة في الحفاظ على صحة طفلهما النفسية.
- إعداد الطفل نفسيا قبل وقوع الطلاق.
- تدريج قرار الانفصال للطفل بشكل سهل وبسيط بما يتوافق مع مرحلته العمرية.
- ازرع في طفلك مهارات القدرة على مواجهة الحياة.
- ازرع في طفلك الطموح والاستقلالية والقدرة على تحمل المسئولية.
- عزز مكانة طفلك وأنه محبوب وأنه الثروة الحقيقية التي تسعى لرقيها وتنميتها.
- أشعر طفلك رغم الانفصال أن الاحترام والمحبة والمودة مازالت قائمة بينكما مما يولد لديه الشعور بالأمان والحب.
- أعطي طفلك قدر كافي من الحب والرعاية والاهتمام حتى يعوض مشاعر النقص التي يشعر بها نتيجة الانفصال.
- تجنب الحديث عن الطرف الآخر بالسوء حتى لا تعزز المشاعر السلبية لديه.
- اقضي وقتا ممتعا مع طفلك عن طريق التنزه سويا أو قراءة القصص معا حتى تساعديه على إعادة الثقة في نفسه وتقوية العلاقة بينكما.
- انتبه للعواطف والمشاعر التي تصدر من طفلك وتعامل معها بشكل أكثر إيجابية مع الكثير من الصبر والحكمة.
- استمع إلى طفلك وتعرف إلى مكنونات نفسه الداخلية وحاول تعزيزها بشكل إيجابي.
- لا تسقط مشاعر الإحباط واليأس الذي تشعر به بعد الانفصال على طفلك.
- لا تحاول اللجوء للمحاكم والقضاء وحاول التفاهم بشكل أكثر ودية مع الطرف الآخر.
- اللجوء للأخصائي النفسي إذا وجد أحد الوالدين مشكلات في تأقلم الطفل مع الظروف الجديدة للانفصال. ونصيحتي الأخيرة لكم أيها الوالدين عليكم التعامل مع حياتكم الجديدة ومع أطفالكم بالهدوء والصبر والحكمة.
وأمنيتي الدائمة لكم أن يتم الله عليكم السعادة ويجعل قلوبكم مطمئنة بفضله.