انتقد كل مواطنينا الذين تم نقلهم من العاصمة المصرية، آليات التنسيق التي عملتْ بها سفارتنا هناك. انتقدوا التخبط الواضح، والتعالي الشديد، والفوضى الميدانية، وعدم التواصل بين الفنادق والمطار، والحرص على التحدث للوسائل الإعلامية وادعاء القيام بعمل مثالي.
معروف أن الحالة التي تعيشها مصر، حالة استثنائية، وأن الجميع كان مهدداً. ومعروف أن السفارة السعودية لا تستطيع أن تضمن الأمن والراحة لكل المواطنين المتواجدين على كل الأراضي المصرية في هذا الظرف الصعب، ولا أن تضمن انسيابا تاماً لنقلهم لأرض الوطن، بأسرع وقت ممكن. لكن أن يواجه المواطنون والمواطنات كل هذه المعاناة وكل هذه العراقيل، فهذا عيب وألف عيب، خاصة أن الدولة أرسلت الطائرات وتكفلت بنفقات الفنادق والإعاشة وسخّرت للسفارة كل الإمكانات. يعني أن التقصير ليس من الدولة، بل من موظفيها الذين لم يؤدوا الأمانة كما يجب، لا قبل وصول مواطنيهم لمطار القاهرة، ولا بعد وصولهم لمطار القاهرة. ونكون، نحن الذين لدينا أوفر المميزات، الأفقر على مستوى التسهيلات والأردأ على مستوى التنظيم، والأكثر معاناة وانتظاراً.
وللتذكير، فحينما عرضت المنتديات، قبل أربعة أو خمسة أشهر، لقطات مسجلة لرفض بعض موظفي سفارتنا في القاهرة التعاون مع بعض المراجعين، علَّقت السفارة، بأن هذا التسجيل عار من الصحة، فماذا ستقول اليوم، بعد كل هذا الاستياء من تعاملها الفوضوي والمتعالي وغير المهني، في أزمة هي من أشد الأزمات التي يمر بها مواطن خارج بلده؟!