لماذا نجحت جامعة الملك سعود في تحسين موقعها الدولي (212) في التصنيف الاسباني الأخير الذي نشرته الصحف السعودية يوم أول أمس الخميس حيث حافظت جامعة الملك سعود على تواجدها ضمن القائمة الذهبية (500) وبالمقابل فشلت الجامعات السعودية الأخرى بل تراجعت إلى ذيل القائمة والسؤال يوجه لمعالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري: أين المساءلة والمحاسبة وتغيير القيادات الجامعية التي تراجعت في أدائها؛ وأيضا ما جدوى أن تضخ الدولة المليارات سنويا على التعليم الجامعي ليصل الإنفاق على التعليم 25% من ميزانية الدولة والنتيجة التراجع في التصنيفات الدولية والمؤشرات الداخلية؟.
وكما قالت العرب (ما أشبه الليلة بالبارحة) قالت العرب ذلك حين كان اقتصادها اقتصاد المراعي والآبار الجافة والسبخات الملحية، ونقوله نحن في هذا الزمن زمن النفط والاقتصاد المفتوح واقتصاد المعرفة وحوالي (33) جامعة سعودية حكومية وأهلية بأن التصنيف الاسباني الذي نشرته الصحف السعودية الخميس الماضي أعادنا إلى نقطة الصفر إلى البارحة عام 2006م عندما أعلنت بعض مؤسسات التعليم تصنيف الجامعات العالمية وكشفت من أن جامعاتنا في المراتب الأخيرة وذيل السلم الأكاديمي، وهاهي اليوم تعود بعد (4) سنوات 2011م إلى نفس ذيل السلم وتتراجع بصورة مذهلة بعد أن تقدمت إلى مراتب متقدمة. إذن ما الذي حدث حتى تنهار وتتراجع فهذه التصنيفات العالمية هي أحد المعايير الدولية التي تساعدنا على تقييم أنفسنا ومعرفة أين موقعنا وهذه التصنيفات بمثابة اختبارات القدرات القياس والتحصيلي التي تجريها الجامعات للطلاب المتقدمين لها لكن الفارق بينهما أن اختبارات القدرات للطلاب تعاقب الجامعات بموجبها الطلاب المخفقين بالطرد والإبعاد والتسريح والتحويل من تخصص لآخر ودفعهم لتخصصات لا يرغبونها وأقل من طموحاتهم في حين أن تراجع وانخفاض الجامعات في التصنيف الدولي لا يقابله أي ملاحظة من قبل وزارة التعليم العالي ووزارة المالية والخدمة المدنية ومجلس الشورى لمديري الجامعات على هذا الإخفاق.
عندما أعلنت نتائج 2006م بحصول جامعتنا على أرقام متدنية وفي ذيل قائمة الجامعات ضج مجلس الشورى وارتفع صوت الرأي العام بالاعتراض والاحتجاج على هذه النتيجة، فهبت الجامعات لتحسين مستوياتها ودرجاتها ومراتبها. واليوم نعود إلى نقطة الصفر بعد إعلان التصنيف الإسباني للجامعات لنجد أنفسنا في ذيل الجامعات باستثناء جامعة الملك سعود التي حسنت من نتائجها وتنافسها الدولي مع جامعات العالم وحصلت على (212) لتبقى في مركز متقدم أما بقية الجامعات ففي خانات الآلاف وهي على سبيل المثال كما جاء في التصنيف الاسباني الأخير: جامعة الملك سعود (212) جامعة الملك فهد للبترول (544) جامعة الأمام محمد (998) جامعة الملك عبدالعزيز (1006) جامعة أم القرى (1030) جامعة الملك فيصل (1433) جامعة نجران (2479) جامعة الملك خالد (3701) جامعة جازان (3107) جامعة الأمير سلطان (4281).