|
القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - نهى سلطان:
واصل المتظاهرون المصريون الذين اقترب عددهم عقب صلاة الجمعة إلى نحو800 ألف بميدان التحرير بوسط القاهرة اعتصامهم، مؤكدين أنهم لن يتركوا مواقعهم في الميدان قبل رحيل الرئيس حسني مبارك عن الرئاسة وبداية فترة انتقالية تجرى بعدها انتخابات رئاسية، وسط مطالبات من قوى سياسية وفكرية للشباب بفض الاعتصام وإعطاء الفرصة للحوار الوطني الذي يقوده اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية مع كل القوى لوضع التعديلات الدستورية المطلوبة وإجراء إصلاحات سياسية تنقل البلاد إلى وضع جديد، لكن المتظاهرون ما زالوا يتمسكون بمطالبهم نظراً للثقة المفقودة بينهم وبين النظام المصري.
وأكد وزير الصحة المصري أمس أن عدد قتلى الاشتباكات التي وقعت هذا الأسبوع في ميدان التحرير بالقاهرة بين المعارضين والمؤيدين ارتفع إلى 11 قتيلاً. وكان الفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء قد أصدر تعليمات مباشرة إلى الجهات المعنية خاصة القوات المسلحة وسلطات الأمن بعدم التعرض للمتظاهرين وفتح الأبواب أمامهم طالما التزموا بالإجراءات السلمية وعدم المساس بالممتلكات الخاصة والعامة.
واستبعد شفيق في الوقت نفسه أن يقبل الرئيس مبارك تفويض صلاحياته لنائبه عمر سليمان. وقال خلال مقابلة مع قناة العربية أمس: (لا داعي لتنحي الرئيس إننا نحتاج لبقاء الرئيس لأسباب تشريعية ووجوده نوع من صمام الأمان). وقال شفيق رداً على الدعوات الخارجية لتنحي مبارك (هناك شيء اسمه الكرامة، للخارج أن يعبر عن رأيه لكن عندما يطالبون بتنحي مبارك الآن فهذا غير مقبول).
وفي ميدان التحرير أغلقت القوات المسلحة باب الدخول إلى الميدان ليخضعوا لعمليات تفتيش مدققة قبل دخولهم إلى ساحة الميدان حتى لا تصل عناصر مندسة بين المتظاهرين من الممكن أن تثير الفتنة كما حدث من قبل.
وبعيداً عن القاهرة شهدت معظم محافظات مصر مظاهرات مماثلة بعضها يؤيد بقاء الرئيس حتى انتهاء ولايته والبعض الآخر يطالب بالرحيل الفوري، ولم تسجل حالات احتكاك في أية مظاهرة كما أكد عدد كبير من التيارات السياسية.
وألقى الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر خطبة الجمعة في ميدان التحرير ودعا المصلين للثبات حتى تحقيق النصر والتمسك بأهداف الثورة الشبابية والإصرار على إنجاحها والتماسك حتى تتحقق مطالبها.
في سياق متصل تمكنت أجهزة الأمن بالتعاون مع اللجان الشعبية بشبرا الخيمة شمال القاهرة من القبض على 40 شخصا من جنسيات مختلفة وفلسطينيين وسوريين كانوا في طريقهم بأحد الأتوبيسات القادمة من محافظة دمياط متجهين إلى ميدان التحرير وبحوزتهم منشورات للقوى السياسية الموجودة هناك وكميات من الأغذية والمياه وتم تسليمهم إلى القوات المسلحة.
وتناول عدد كبير من خطباء المساجد بالمحافظة خلال صلاة الجمعة أهمية التمسك والوحدة في مواجهة الأخطار التي تهدد أمن الأمة، مؤكدين أن الإسلام أقر أهمية الحوار والشورى حتى تستقر أمور الأمة مشيرين إلى أهمية حقن الدماء بين الإخوة وداعين الله أن تستقر مصر وتعود إلى سابق عهدها في الأمن والأمان.