ما بين (الرحيل) والوفاء مرَّت جمعة الأمس على مصر ملحقة مزيداً من الخسائر بهذا البلد الذي أدخل حلقات الاستهداف الموجه للوطن العربي لقضم قواه الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية.
هل ما يجري في مصر الآن يدخل ضمن (الفوضى المنظمة) التي يراد من خلالها إخضاع الدول العربية المحورية للإرادة الغربية وبالذات الأمريكية.
مصر مبارك لم تكن مشاكسة للنهج الأمريكي، بل حتى الجماهير العربية ومنها المصرية كانت تعيب على مصر مبارك أن تسير في الركب الأمريكي، إذن فلماذا يوجه الأمريكيين فوضاهم المنظمة لبلد الحليف الإستراتيجي الذي سايرهم في إحكام الحصار على غزة، وغيرها من المواقف التي اعتبرت مسايرة لأمريكا التي تطالب إدارتها بدءاً من رئيسها ووزيرة خارجيتها ومجلس الشيوخ بها إنهاء حكم الرئيس مبارك الآن..!! ويحشدون معهم رؤساء حكومات الدول الغربية الأخرى.
ماذا تغير..؟
ما حصل في مصر مطالب شعبية رفعها الشباب وحولوها إلى انتفاضة شعبية هي في كل الأحوال والظروف مطالب مشروعة يؤيدهم في ذلك كل المصريين وكثير من العرب، وقد استطاع هؤلاء الشباب أن يوصلوا رسائلهم المشروعة إلى الرئيس مبارك الذي اتخذ خطوات لترجمة ما يريد هؤلاء الشباب.
وخطوات التغيير التي بدأها الرئيس مبارك ولاقت ارتياح وقبول أغلبية الشعب المصري تحتاج إلى وقت وإلى آليات لتنفيذها، فلا يعقل أن (يرحل) مبارك ويترك الوضع على ما هو عليه متيحاً الفرصة لمن أعدوا لهذه الحالة حالة (الفوضى المنظمة) للقفز إلى السلطة، وفي الحالة المصرية الآن جهتان تستعدان للقفز للواجهة وفرض وصايتهما على الشعب المصري؛ جماعة محمد البرادعي مع كل شكوك الانتماءات والعلاقات المشبوهة بالقوى الاستخباراتية، وجماعة الإخوان المسلمين وهو ما يعني أنه في حالة نجاح إحداهما في الاستيلاء على السلطة استنساخ التجربة العراقية بكل تشوهاتها إذ ما نجح البرادعي وشلته أما تطبيق التجربة الخمينية الإيرانية إذ ما استطاع الإخوان المسلمين القفز للسلطة وسرقة انتفاضة الشباب بمصر.