مثلي مثل غيري من المعنيين بالشأن الاجتماعي تصلنا شكاوى مؤلمة من عدد من الأخوات المطلقات اللواتي تم طلاقهن، وخرجن مع أولادهن إلى العراء دونما منزل يمتلكنه أو حتى سكن يستطعن دفع إيجاره، ومن الصعب على كثير منهن السكن مع أولادهن في بيوت آبائهن أو إخوانهن إما لظروف الأقارب، أو لانتقال الآباء والإخوة إلى رحمة الله.
إن المؤلم حقا هو أن نجد الزوج السابق أبا أولادها - تركها مع أولادها تصارع الظروف والمشاكل دون رحمة أو رأفة.
أي قلب من حجر يحمله هذا (الذكر)!.
لقد نشرت الكاتبة القديرة أ. أسماء المحمد ب(وطن حروفها) في (عكاظ) رسالة من مطلقة روت فيها مأساة بعض المطلقات اللواتي هن تحت خط الفقر، فضلاً عن أنه لا يتوفر سكن لهن.
إن على وزارة الشؤون الاجتماعية بالتنسيق مع هيئة الإسكان إعطاء المطلقات المحتاجات ومعهن الأرامل الأولوية في توفير السكن لهن ولأولادهن، لأن البديل لهذا هو: التشرد والضياع، ولا أدري لماذا لا يقوم (الضمان الاجتماعي) بتقديم مساعدة تكون خاصة بأجرة سكن أمثال هؤلاء، فهن الأولى، والسكن هو (الملاذ الآمن) لهن.
إن النفقة التي يدفعها المطلق للمطلقة لا تشكل شيئاً في هذه الأيام، ويفترض أن ينظر القضاة في تغير ظروف المعيشة ومتطلبات العصر بموجب تعليمات الدين ولفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - فتوى نفيسة وبالغة الأهمية تنص على أن يخصص للمطلقة دخل ثابت حسب عرف الناس في زمنهم.. وهذا نص فتوى الشيخ التي وردت في كتابه: (منظومة أصول الفقه وقواعده) وقد وصلت إليَّ برسالة جوالية من جوال الشيخ ابن عثيمين: (أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بأنه: ما أحيل فيه إلى العرف مثل جميع حقوق الزوجة يرجع فيها إلى العرف بنص الشرع قال الله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (228) سورة البقرة، {وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (سورة البقرة آية 133)، {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} سورة النساء آية 19)، فهذا واضح أنه أحيل فيه إلى العرف فيؤخذ به) منظومة أصول الفقه وقواعده ص 273).
زبدة القول: إن المطلقات وأخواتهن الأرامل وبخاصة من لديهن أولاد هن أولى الشرائح بتوفير سكن لهن، وتوفير قدر مادي كاف ليعشن مع أطفالهن عيشة كريمة.
بعض المؤسسات والهيئات والتفاخر بمبانيها
ألا تلاحظون معي أن بعض المؤسسات والهيئات التي تحصل على ميزانيتها من أموال الدولة تتبارى ببناء أفخم المباني وكان هذا علامة نجاحها وحضورها في مفاصل التنمية.
إن امتلاك مبان أمر مهم لكل مؤسسة أو هيئة، لكن أن تكون المباني بهذه الفخامة وبهذه التكلفة الكبيرة، فهذا هو محل الاعتراض.. والمشكلة أن بعض هذه المؤسسات والهيئات يكفيها مبان معقولة وجميلة، لكن ليس أبراجاً فخمة من أدوار كبيرة متعددة بعضها فوق حاجتها.
لحظة تأمل..!!
نحن لا نستطيع أن نبقى في عوالم طفولتنا أشكالاً وسناً وملامح جسدية، ولكننا نستطيع ألا نغادرها إذا ما استطعنا - كما قال أحد الأدباء - أن نحملها معنا في مختلف مراحل العمر.
إننا بهذا نبقى على صفائنا وصدقنا وبراءة ابتساماتنا.. ولكن صروف الدهر قد تجهض هذه الطفولة في كثير من الأحيان.
آخر الجداول
من قصيدة جميلة للشاعر المرحوم راضي صدوق إهداء لصديقة الشاعر معيض البخيتان
حنانيك قد يحلو الغناء على الشجى
وقد يبعث الحب القديم التذكر
يرد إلينا الروح من بعد رقدة
على ظلل الأحلام تكبو وتغثر
ويوقظ نبع الحب في كل مهجة
فينساب ما بين الطوايا وينشر
فاكس 4565576