طيف الدّنيا
يهوى ذاتك
من سَوْرة غضب يتغذى
أو من حلمك أو
من طفرة آمالك
يأتي من دون مواعيد
من دون الطَّرْق على بابك
يهفو صبحا
في حضن كتاب تفتحه
في ذكرى الماضي وفي
لحن يرقد في آهاتك
يسطع ليلا
بين خرافات جنية
و أبالسة تجتاحك
يَجنَح و يرفرف مرتعشا
طَرِبًا حولك
كسنونو نأى
لِيُعشِّش أياما في دارك
و كثيرا ما يحنو فوقك
يبني قوسا
قزحي الألوان جميلا
كخلاصة أحلى أحلامك
فتذوب هوى
وكأنك قيس مجنون
هَامَ لسانك في الهيجاء
و الناس تردد أشعارك
أو تحلم أنك آخيلُ
في طروادة
بطلا تحيا
و تموت تُقَتِّل أعداءك
أو أنك في هذا العالم
قابيل جديد محبوبٌ
لا تُرْدِي هابيلا
لا يشقى أحفادك
فتظل تسافر مهووسا
تمشي فوق البحر
تغشى حتى سطح الشمس
وتزيح سدى الليل الحالك
لكن قد يُشْجِيك السُّهد
و يطول الليل بأسحارك
فترى حُجُبًا
و ترى سُدُمًا
و أيادي تغزل أقدارك
وترى أنهارا مُرْبدَّه
مِلؤها ماء أحمر
وتماسيح تطوف لتغتالك
وهناك على الضفة يجثو
حوت مارد يشتاقك
يَشحَذ أنيابا مسعوره
و دموعه تذرف أَفَّاكَهْ
تغسل مَتْنَكَ قبل مماتك
وحواليه تربَّع مَسْخٌ
ينسخ تأبينا لفراقك
وترى أفنانا عملاقه
أطرافها ترزح مُثْقَلَةً
برؤوس ترمق أحداقك
وغراب البين ينقرها
وهو الحارس وهو المالك
فتروم الفهم و لا تفهم
أنت الناجي و أنت الهالك
حتى يصحو الطيف الحالم
وتراه يرفرف منتشيا
في أعقابك في أعماقك
و ترى قوسا
قزحي الألوان أمامك
فتعود لِتُحْصيَ فيروزا
و تُعِدّ رقاعا مخضوبة
ببراعم حبرك و يَرَاعِكْ