النتائج التي حققها فريق الهلال في دورة دبي الدولية.. وهزيمته للأندية الأوروبية الكبيرة التي قابلها.. لا يمكن أن تمر مرور الكرام على المتابع الرياضي.. خصوصاً في هذه المرحلة التي يتحدث فيها الكثيرون عن الكرة السعودية وتطويرها والأسباب التي أدت للهبوط الحاد الذي تعيشه حالياً.. حيث نسمع ونشاهد يومياً العديد من المبررات والتحليلات التي تُقدم على أنها روشتة الحل القادم للكرة السعودية.. ولعل من محاسن الصدف أن تأتي نتائج فريق الهلال في الدورة الدولية بدبي.. وتفوقه على العديد من الفرق الأوروبية المحترفة.. لتنسف كل هذه الآراء والتحليلات.. وتؤكد للجميع أن ما يحدث للكرة السعودية هو أمر تنظيمي.. وسوء في التخطيط والعمل.. وليس بسبب افتقاد المواهب.. أو أن هذا هو وضعنا الطبيعي.. فنحن مَنْ تسبب في تدهور الكرة السعودية بأيدينا لا بيد عمرو.. لأن كل المؤشرات تقول إننا قادرون على أن نكون في وضع أفضل مما نحن فيه وبكثير.. وذلك بقليل من العمل المنظم المتعلِّق باختيار الأجهزة الفنية الجيدة.. ووضع روزنامة صحيحة للمسابقة المحلية.. وتوفير الحد الأدنى من ضمان إقامة دوري مستقر ومستمر ومنتظم يتيح للاعبينا ومدربينا العمل بشكل مستقر كما يحدث في جميع دول العالم.. فالحديث عن العقود الضخمة للاعبين والولاء المفقود.. وما إلى ذلك هي مبررات واهية هدفها التغطية على سوء العمل المقدم على مستوى الكرة السعودية.. وإلا كيف لفريق مثل الهلال ووسط ظروف صعبة تتمثَّل في العديد من الغيابات الفنية والعناصرية ينجح في الفوز على ثلاثة من أفضل فرق أوروبا وبسهولة ودون عناء.. ما يعني توفر الأرضية الجيدة للنجاح.. وإمكانية حدوث ذلك متى تم تطبيق نفس طرق العمل التي وضعت الأوروبيين في الصدارة، فكرة القدم لا جنسية لها ولا لون.. فقط عمل وتنظيم واختيار أفضل الكفاءات مع توفير الأجواء الجيدة لها للعمل.. وهذا ما حدث في الهلال وافتقده المنتخب الوطني والعديد من الأندية، فالاستقرار مفقود في الكرة السعودية على مستوى المسابقات والبرامج والخطط.. ولذلك فقدنا كل ما لدينا وبتنا غير قادرين على تقديم الحد الأدنى لإمكاناتنا لتخرج الآراء من هنا وهناك تُحمِّل هذا.. وتُبرئ ذاك حسب الأهواء والميول والبحث عن إرضاء المسؤول.
حقيقة نحن نعاني أزمة فكر.. وبالتالي أزمة إدارة.. وهذه مشكلتنا الرئيسة، ومتى أردنا أن نتقدم ونصلح ونحسن أوضاعنا.. علينا إدراك ذلك لنبدأ العلاج من المشكلة الحقيقية.. بدلاً من الدوران حول الخلل دون القدرة على علاجه.. أقول هذا الكلام لمصلحة الكرة السعودية ومستقبلها، في حين أن مصلحتي تتطلب أن أقول غير ذلك.. وهذا ما لا أبحث عنه.. لأنني وبكل أمانة أرى المشكلة واضحة جلية.. لكن الغالبية العظمى لم تصل إليها.. مجرد صراخ وعويل وتوزيع للاتهامات.. وبالتالي لا فائدة من كل ما سمعنا وشاهدنا لساعات طويلة، خلال الفترة الماضية.. وللأسف لم نجد رأياً صائباً في كثير مما طُرح يُمكن تطبيقه أو الاستفادة منه.. لتبقى المسؤولية مضاعفة على مسيري الكرة السعودية في غياب الرأي المساند والقادر على تقديم الإضافة.. بل إن المطلوب الآن تجاهل كل ما طرح.. والابتعاد عنه إذا ما أردنا أن نبدأ فعلياً في خطوات جادة للرياضة السعودية تضعنا في المكانة اللائقة بنا.
لمسات
لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات يتم تطبيق ما كنت أطالب به بإدراج مسابقة كأس سمو ولي العهد خلال منافسات الموسم.. وعدم إيقاف الدوري لأجلها، بحيث تتم وسط الدوري.. ولا تتأثر الفرق التي تخرج من المسابقة بالتوقف الطويل مع الاستفادة من الفترة المخصصة لها لإطالة فترة الدوري، وهذا ما حدث هذا العام كخطوة جيدة لتعديل الوضع والتجاوب مع ما يُطرح من آراء مطبقة في دول العالم، والتي من الأولى أن يكون المعنيون بالكرة السعودية أولى بمعرفتها وتطبيقها.
عودة الغيني الحسن كيتا للملاعب السعودية مجدداً بعد حركته الشهيرة ما كانت لتتم.. لو أن الهلال هو من طلب التعاقد معه، فضلاً عن ما سيحدث من ردود أفعال (معتادة).. وبالحديث عن مجاملة الهلال وخصوصية التعامل معه، لكن وطالما أن الشباب هو من أعاد اللاعب.. فلا مشكلة.
الأجهزة الطبية في الأندية لا تقل أهمية عن الجهاز الفني.. حيث يجب أن تكون على كفاءة عالية، لأن تأهيل اللاعبين وعودتهم سريعاً للملاعب أهم مقومات الفرق الكبيرة والباحثة عن البطولات.. فالمباريات المتتالية والقوية ستفقد الفرق لأبرز لاعبيها بشكل متوالٍ.. والناجح هو من يستفيد من لاعبيه طوال الموسم.
أكثر الفرق قرباً للبطولات من الفرق الكبيرة هو من لديه أكبر عدد من المهاجمين، ويتفوق في هذا الجانب الاتحاد والشباب والنصر.. حيث ستكون المرحلة القادمة مرحلة الحسم والسير بقوة نحو البطولات.
فوز اليابان بكأس آسيا الأخيرة في قطر.. هو انتصار للكرة الآسيوية أمام الوافد الجديد أستراليا، والذي سيكون أكبر المرشحين للقب القادم على أرضه وبين جماهيره في أستراليا عند استضافة النسخة المقبلة لكأس آسيا.