ما يحدث في دول الجوار بين شعوب الأمة الإسلامية، لم يحدث من قبل في تزامن وقتي، بمطالب متشابهة، وكأن الناس انكفأت على جمر، تحت رماد، ما لبث من بث! فيه فتيلا, فسرى في هشيم الشوارع، والمدن...
ولئن كانت مطالب حيوية، من أجل حياة يحفظ فيها للإنسان كرامته عن الذل للحاجة، والضعف بالفقر, والشتات بالبطالة,...
إلا أن ما يبدو, هو أن قد خلطت ريح المنفاخ، بين الغايات والأسباب, خلطا عجيبا..
ما يحدث هناك، يدعو لاستنفار طاقات المصلين، وحناجرهم، وقلوبهم بالدعاء..
والدعاء المستمر...
فكما يستسقي العطاشى لصدأ، ويباب الإمحال.., من شح المطر..
فإن ما يجري في الشارع العربي, والمسلم يستدعي الدعاء العريض، لشح الثقة، ويباب الاحتياج..
ويتطلب إقامة الصلاة لله تعالى، لأن ينزل عليهم رحمته، ويوحد صفوفهم، ويحقق مطالبهم في غير ما هم عليه من الشر, والعنف، والفساد، والموت, بين شباب وطاقات المجتمعات..
من غير فقدٍ مُفزع، أو حقد ضال,...,
فادعوا.., يكلل الله للمسلمين هدى الحق, ونور اليقين.
ويكشف لهم عن الحقائق، ويعرفهم العدو لهم من الصديق.. ويفتح بما هو لهم، وما هو عليهم..
فعدالة الله لها مواثيقها في الأرض، ومسالكها.. نص عليها كتاب الله وسنته.. ما حاد عنها نظام, إلا أبتلي بالتذكير، والاعتبار...
بالدعاء، لسوف يكفيهم الله أنفسهم، ويطفيء شرارتهم، ويجيب وهو السميع العليم، فيصرف عنهم الكائدين، ويريهم بينهم الحق حقا، ويرزقهم اتباعه، والباطل باطلا ويرزقهم اجتنابه.. ويصرف قلوبهم للطاعة له، والعدل فيهم..
إنه سميع عليم...