في أوائل القرن التاسع الهجري شرع بن حجر العسقلاني (أشهر علماء الحديث في عصره ومن أشهر علماء الحديث في تاريخ المسلمين) في تأليف كتابه الشهير جداً فتح الباري شرح صحيح البخاري وهو لشرح الأحاديث النبوية، واستغرق هذا العمل قرابة الثلاثين سنة، وبعد أن انتهى من عمله الموسوعي العظيم هذا أقام وليمة كبرى دعا لها الأمراء والعلماء والأعيان والوجهاء والقضاة حتى أنه يقال إن هذه المناسبة كلفته مئات الدنانير، وابن حجر هذا هو قاضي القضاة في تلك الفترة، فهو عالم كبير، وهو مسبوق بهذا العمل من الاحتفاء بإصدار الكتب لأن خروج الكتاب من مؤلفه بمثابة إنجاز علمي وشخصي لا يقدر بمال.
ومن ذلك الوقت وقبله وحتى يومنا هذا، وهذه الطريقة يسير عليها جهات وأفراد احتفاء بصدور الكتاب، ومن ذلك على سبيل المثال مناسبة تدشين الكتاب الخاص عن مسيرة العلامة الكبير الشيخ عبد الله بن خميس -شفاه الله وعافاه- الذي قامت عليه مؤسسة الجزيرة، وكان تدشينه في مناسبة خطابية شارك فيها غير واحد من عارفي سيرة ومسيرة ابن خميس، ثم تبع هذه المناسبة مناسبة كبرى وهي تدشين الكتاب الضخم الحاوي لألفي وثيقة تناولت محافظة الغاط قام على جمعها زميلنا المميز فائز البدراني، وقريباً بإذن الله نحن على موعد مع تدشين كتاب أزعم أنه من أهم وأجود ما كتب عن آثار محافظة الخرج بشكل خاص الوطن بشكل عام وهو دراسة علمية آثارية مصورة عن آثار في محافظة الخرج بعضها يعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد.
لن أطيل في الحديث عن الكتب ومؤلفيها، فالوراق اليوم تحتفي بهذه الأعمال الوطنية، والجميل في هذه الأعمال أن مؤلفيها ليسوا من أبناء المدن التي كتبوا عنها مما يؤكد الحس الوطني العالي لدى باحثينا، ففائز البدراني ليس من أهل الغاط ولا مواليدها، والغزي ليس من أهل محافظة الخرج ولا من مواليدها بل هي الكتابة عن الوطن الكبير المملكة العربية السعودية.
للتواصل - فاكس : 2333738