يشدد التربويون على الوالدين بضرورة تنمية الحوار مع أبنائهم لما للحوار من أهمية في بناء شخصية الطفل السوية إلا أنه هناك بعض الأطفال ممن لا يميلون لمحادثة الآخرين ويفضلون الصمت والتكتيم وهذا لعدة أسباب متراكمة في حياتهم أدت لهذا النمط من الأطفال المنغلقين على ذاتهم.. فإلى الوالدين بعض النصائح التي قد تساعدهم على التخلص مما هم فيه:
أولاً: أمور يجب أن توضع في الاعتبار:
- أحياناً لا يتحدث الأطفال كثيراً مع آبائهم لأنهم يدركون ما سوف يقوله الآباء! إذا كان طفلك مضطربا أو محبطاً من شيء ما فهل سترد بإجابة رائعة شيقة؟ أو ستحاول أن تحل المشكلة؟ أو ستقول لا تقلق؟ أو ستقول شيئاً مثل (إن هذا ما يحدث عادة عندما لا تتبع الأوامر؟) إذا كانت إجابتك معدة مسبقاً فهذا يعني أنك لا تهتم حقاً بالإصغاء لطفلك.
- يميل الأولاد في مرحلة المراهقة وما قبلها للتفكير ملياً في الأشياء قبل مناقشتها ولكن ما يبدو صعباً عليهم هو بذل الجهد للتعامل مع أمور تخصهم.
- عندما تحاول إثارة طفلك الهادئ للتحدث بحرية فحاول أن تفعل شيئا مختلفا كالتحدث عن شيء يهمه أو تغيير أسلوبك في الحوار.
- لا تحاول أن تجعل طفلك يصرح بما في داخلة عندما يكون مشغولا بفعل شيء آخر فقد يرسل أحدكما إشارة في الوقت الذي يكون فيه الطرف الآخر غير مستعد لاستقبالها!.
- إذا تحدثت لطفلك فقط في الوقت الذي تشعر فيه بالرغبة في التحدث فلا تندهش إذا ما قلت المحادثات بينكما أو بدت غير مرضية.
ثانياً: هناك صيغ ينبغي أن يبتعد عنها الآباء إذا أرادوا نتائج جيدة ومرضية ومنها: أسئلة موجهة مثل: (ما ظنك بي؟ ألا تحترمني؟ لماذا لا تتحدث معي؟)
قد يستقبلها طفلك منك إن كانت على شكل دعابة أو مزحة أما إذا قيلت بلهجة الغضب فلن يفيد في هذا الموقف. أكره أن أحاول انتزاع الكلمات من فمك (فهذا أسلوب قاس وتصاحبه لهجة باتهام الطفل وعندما يشعرون بهذا الإحساس فثق أنه سينسحب من الحوار فوراً فعليك أن تستخدم مثل هذا الأسلوب: (إنه ليعني الكثير لي أن نتحادث معاً وأشعر بالقلق عندما ترد بإجابات قصيرة). (لِمَ لا تكون مثل أختك؟) بهذه الصيغة تكون قد عقدت المشكلة وعلى الأرجح أنه سيقلل من الحديث معك. (هل ارتكبت خطأً ما؟ هل ذلك هو سبب امتناعك عن الحديث كثيراً؟) بهذا تجعله يشعر بالارتباك والخجل!.
ثالثاً: تذكر جيداً عندما يلازمك الشعور بالإحباط لأن طفلك لا يتحدث معك كثيراً فلا بأس بأن تسأله عما إذا كنت قد أخطأت بقول شيء ما ولا مانع من التواضع مع طفلك فإنة لن يضر بل قد يفيد في التخلص من مشكلة طفلك واستخدم مثل تلك الصيغة الإيجابية: في كل مرة أحاول فيها التحدث معك أخطئ بقول شيء ما, فهل يمكنك مساعدتي على التخلص من تلك المشكلة؟ وما الذي قلته وأزعجك؟.
رابعاً: تذكر أنك المربي والأكبر سناً والأقدر على التغيير والمدرك لأهمية الحوار مع طفلك.