(ماذا يريد الأبناء من الآباء؟)، عنوان ندوة نظمتها مؤسسة ديوان مسلم مؤخراً، وأعدت منها إصداراً جديداً لها ضمنته فعاليات الندوة كاملة جاء في (220) صفحة من الحجم المتوسط وشمل سرداً لفعالياتها بجلساتها الثلاث، فكانت الأولى بعنوان: (احتياجات الأبناء. فهمها والتعامل معها)، وعرض مداخلات وتعليقات الجلسة، والجلسة الثانية كانت بعنوان: (ماذا يريد الأبناء من الآباء؟)، ومناقشة لماذا يفشل بعض الآباء في فهم احتياجات الأبناء؟، وشمل مداخلات عدة على ما جاء فيها. أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان: (التعامل مع متطلبات الأبناء)، وتعليقات متفرقة عليها.
وفي كلمة للمشرف العام على المؤسسة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر قال: إن حسن العلاقة بين الأبوين وأولادهما من أهم الركائز التي يقوم عليها استقرار الأسرة والمجتمع والدولة. ومع الانفتاح العالمي وهبوب أعاصير المؤثرات الغربية عبر وسائل الإعلام الأممية وتسمم الأجواء بثقافات وافدة، نشأت مشكلات عدة ومعضلات متعددة، ومنها ما يمس العلاقة بين الأبوين والأبناء وذلك بعدم فهم بعضهم لبعض، وفقد آليات الحوار والإقناع عند التنازع حول الرغبات المتباينة، فظهر اختلال في بعض الأسر بسبب تلك الأزمة، وإن لم تكن في مستوى الظاهرة لكنها موجودة ومؤثرة وترتب على ذلك مفاسد لا تنكر، إذ أصبح بعض الأبناء لا ينظر إلى أبيه نظرة تأثر وقدوة وتلق، فاستغل الأعداء والخصوم والمتربصون هذه الثغرات وتمكنوا من صياغة عقول بعض أبنائنا بعيداً عن المنهج السوي الذي تربى عليه آباؤهم، فنشأ لدينا شباب ركبوا موجة الإفراط أو التفريط، والغلو أو الجفاء مما هو غريب على مجتمعنا وأمتنا، وترتب على ذلك تصرفات سلبية مضرة داخل الأسرة والمجتمع والوطن، بعيدة عن منهج الوسطية والاعتدال والاستقامة الذي تربى عليه مجتمعنا وفق المنهج القرآني.
وأبان الشيخ العمر أن مؤسسة ديوان المسلم -بتوجيه كريم من صاحب فكرتها وراعيها معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد- فإنها تساهم مساهمة إيجابية في دراسة مثل هذه السلوكيات قبل استفحالها ومن ثم صعوبة السيطرة عليها كما حدث في مجتمعات مسلمة متعددة.