زكام حلم
يراقبها بكثب من الداخل.. غير أنّه داخلها لا يكاد يميّز أيّها أكثر ارتفاعا.. درجة حرارة جسدها أم قلبها أم ذاكرتها.. محاولاته المتكرّرة للتركيز خارج روحها تبوء بالفشل.. إنّها أول مريضة ترفض زيارة الطبيب.. وهو يرافقها لا لشيء إلا لأنها تؤكّد له أنّه هو الداء والدواء.. ترجوه أن يزيد الحرارة في ذاكرة قلبها..يفعل ويحّقق لها أمنيتها.. تتثاءب أخيرا.. من زمن وهي تأمل أن تتثاءب.. هي ذي تفعل أخيرا.. تسأله أن يذهب بحزنها فيهديها ألبوم صور تتصفّحه على مهل وتسرق ابتساماتهم من صورهم في الألبوم.. يناولها أيضا نظارات سوداء لتضعها نهارا فقط.. تشكره فأخيرا ستدعو الليل متى اشتاقت له وسيثرثران طويلا.. تطلب منه أن يذكرها أي الأحلام سقط حين غافلته حرارة الذاكرة.. يستأذنها فهو الآخر مصاب بالزكام.. وما أدراها كيف هو زكام حلم..ثم إن الواقع أكفأ الأطباء ينتظره..!
حشرتان ونجمة
على جنبك الأيسر تنام.. وجبتك من النجوم غير دسمة منذ أيام.. يبدو أن الناس قد عثرت على مكان تختبئ فيه من الموت.. قيل لك وأنت بعدُ صغير إن سقوط نجمة من السماء يصاحبه موت أحدهم.. النجوم لم تسقط منذ ليال.. والرصيف دافئ هذه الليلة.. لعل الرفقة التي تنظر إليك بتعال تجعله دافئا ومغريا.. المكان هادئ.. هنالك نجمة تراوغ السماء بكل دلال.. هي ذي تتشكل حشرةً.. لم تر هذا سابقا.. نجمة على شكل حشرة تكاد تسقط.. تنظر للحشرة بغبن.. في السماء تكبر النجمة وتتشكل حشرةً صغيرة..
لمن هي يا ترى؟
تفكر في فعص الحشرة التي أمامك بيديك سابقا بذلك سقوط النجمة.. تتراجع عن هذا.. لعل الانتظار محطّم للأعصاب دائما غير أنه الآن مريح وحامل لك كل أمان.. تتقلب على جنبيك قبل أن تنام على جنبك الأيمن.. ستسقط النجمة عمّا قريب.. ويسقط بعدها أحدكما!