يبدو أن النقد الصحفي (الإيجابي) وحتى السلبي الذي كان يوجه لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفترة السابقة، قد جعل المسؤولين عنها يراجعون آلية أداء هذا الجهاز العتيق، ويناقشون فيما بينهم لماذا التذمر من جهاز الهيئة من قبل شريحة لا يستهان بها..
.. قد وصل مداه إلى درجة وقوع اعتداءات مؤسفة يقوم بها بعض الأفراد تجاه موظفيها وسياراتها مما يعني أن هناك مشاعر (سلبية) تجاه هذا الجهاز الذي يجب أن نقدر له الجوانب المضيئة في عمله وهي بالتأكيد محل تقدير وإجلال العقلاء. ومراجعة الأداء هو أسلوب إداري مهم تقوم به الكثير من الجهات والمؤسسات بهدف التطوير وتلافي السلبيات.. المجتمع بكامل أفراده يحرص أن يعيش في أمن وأمان تسود فيه القيم الفاضلة مع أهمية وجود من يدافع عنها، ولكن بأسلوب ومنهجية مختلفة ومتطورة تتناسب مع تطور المجتمع وبحسب قوانين وأنظمة واضحة، ولابد أن يختفي الاحتساب الفردي الاجتهادي ليكون هناك عمل مؤسساتي له مشروعيته وأنظمته! والقيم الفاضلة والمحافظة عليها هو من مهام المدارس والمساجد وبالتأكيد إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تساهم في ذلك بدور لا يمكن إغفاله، لكن الآلية والطريقة هي التي دائماً ما يختلف عليها وهي التي أحياناً ما تعود بنتائج (كارثية) عندما يكون ضحيتها مواطن بريء يقع لسوء حظه في شباك الظن والشك التي ينصبها المجتهدون!؛ وأعتقد أن النقد البناء قد أدى دوره فهاهي الهيئة تبدأ محاولات للتغير حيث عينت قبل فترة متحدثاً رسمياً ثم بدأت تقلل من مداهماتها (الظنية) للمواطنين ومن أهم ملامح التغيير هو التصريحات من عدد من مسؤوليها بأن رجل الهيئة بشر يخطئ ويصيب وهذا ما لم نكن نسمعه من المتحمسين والمتعصبين للهيئة والذين يرفضون حتى مجرد تصديق الحوادث الموثقة! آخر التطورات هو تلك الخطوة الإعلامية والرائعة التي أكدت على تنوع نشاطات الهيئة، حيث تم إنتاج مواد توعوية تلفزيونيه بثت في عدد من القنوات التلفزيونية تدعو إلى الأخلاق والقيم الفاضلة بتقنيات (سينمائية) مؤثرة أنتجت بحرفية عالية سواء من خلال الفكرة أو الإنتاج نفسه مثل فقرة التوبة أو المعاكسات، وهي بذلك تكون قد أثبتت أن تغييراً ما حدث على طريقة عمل ومنهجية توصيلها لرسالتها لتخرج من الميدان الضيق (السوق) أو غيره إلى مخاطبة شريحة تعد بالملايين لتقوم بالتوعية من خلال الشاشة التي حوربت زمنا وها هي الآن تفتح إمكانياتها الأكيدة التأثير.
ومؤخراً أيضاً تم تغير اللون والشعار وهذه كلها حزمة تغييرات تحمل مؤشرات لدى المسؤولين بوجوب التغيير وحتى وإن كان بعضها شكلياً لكنه يحمل بذرة التطوير الذي يعد مهماً في جميع المجالات، وتلك التغيرات تعد بمستقبل أفضل للتعايش السلمي بينها وبين من لا يتفقون معها..! ولكن لنتساءل هل مثلاً سيطال التغير والتطوير في المستقبل (الزي) الرسمي لموظفيها وحتى اسمها، لو حصل ذلك فربما يكون من التطوير الذي يمكنها من العمل وأداء رسالتها المهمة والضرورية بصورة أفضل مما هي عليه الآن.