العجب من أُمّة تخسر سنوياً من حوادث السيارات 6000 قتيل، وتعالج 30.000 جريح ومعاق، وتخسر أكثر من 20 مليار ريال ولم تُحرّك ساكناً.
العجب من أُمّة ثارت ثائرتها يوم بدأت تظهر بعض بوادر الأمل لإيقاف هذه المذبحة.. لماذا؟ لأنها بدأت تخسر الملايين بدلاً من البلايين.
العجب من أُمّة تريد خلال بضعة أشهر نظاماً خالياً من العيوب، وهي عاشت عشرات السنين في فوضى.
العجب من أُمّة تسُبُّ هذا النظام بحجة أنه وُضع - حسب ظنها - لقصد الجباية الذي لو افترضنا جدلاً أن هذا الكلام صحيح فإنه - برأيي - كلام يُراد به باطل؛ فالمقصود هو حرية القيادة بدون قيود أو شروط، أو قُلْ فوضى القيادة.
لا يخلو أي نظام، وخصوصاً في البداية، من سلبيات وإيجابيات؛ ولهذا كان من الأحرى بنا ألا نغفل الإيجابيات، ونناقش السلبيات.
من السلبيات مثلاً أو قُلْ الملاحظات التي نتحدث عنها كثيراً مقدار السرعات المحددة، وعدد اللوحات وانتشارها، ومقدار الغرامات وتدرجها، وغير ذلك.
طبعاً، ومع كل أسف، لا نتكلم إلا عن السلبيات التي تقيد قيادتنا للسيارة كالتي ذُكرت أعلاه، لكنّ قليلاً منا - ولا أقول ليس منا - من عاب على ساهر قلة الكاميرات، وعدم قدرته على متابعة قيادة الأطفال والتفحيط، وغير ذلك من المخالفات الانتحارية.
من الملاحظات التي قيلت عن ساهر، ونُشرت في الجزيرة، عدم توعية المجتمع مسبقاً به، أو عدم كفاية ذلك، لكنني أقول: لقد فعل ساهر في أشهر ما لم تفعله التوعية في أكثر من ثلث قرن. نعم، التوعية مفيدة ومهمة ومطلوبة، لكن بدون أن يصاحبها عقاب رادع فهي - برأيي - كمن ينفخ في قربة مشقوقة؛ فالتوعية يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع الجزاء الرادع، وإلا كانت خسارة ومضيعة للوقت أو قُلْ إن فائدتها محدودة، ولا تتناسب مع خسارة الجهد والمال.
وأخيراً، عجبي الشديد من أُمّة تهمها الفلوس قبل النفوس!!
وختاماً أسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل، ويحمينا وإياكم من الحوادث وشرورها.
م. إبراهيم السلمان – عنيزة