بدا أن أكثر خصوماتنا منشأها سوء الفهم للآخر الناتج عن قصور، إما في المتحدث أو المتلقي إذ قد يتكلم المرء فيخطئ في التعبير أو في إيصال ما يريد كما يريد، أو أن تفهم كلماته بشكل خاطئ عكس ما صيغت لأجله، فينشأ عن هذا سوء الفهم ومن ثم الخصومات المؤدية للنزاعات ومن ثم العداوات. إذ إن المستمع أو تحديداً المتلقي يرتكب أخطاء قد تفوت عليه فرصة الإنصات ويكتفي بالاستماع منها: مقاطعته للمتحدث أو المسارعة بتجهيز الرد أثناء الحديث، إضافة إلى الاستماع الانتقائي أو تفسير الكلام إلى هوى المتلقي بغير ما أريد له من معنى وهذه الأخطاء التي يقع فيها أشخاص كثر مردها افتقاد مهارة فن الإنصات!! فما هو الإنصات؟. (الإنصات هو الاستماع فرداً أو جماعة لرسالة المتحدث بإصغاء وبدون مقاطعة أو تحفز للرد بقصد الفهم والإدراك في بيئة تخلو من الضوضاء ومن أهمية الإنصات أن الله خلق لنا أذنيين اثنتين ولسانا واحدا ذلك لأهمية الاستماع ودوره الرئيسي في اكتساب المعارف والمعلومات قال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}. وبما أن الأفراد يتمايزون في مواهبهم وقدراتهم على الإنصات ولكي نتمكن من علم فن الإنصات، فإن علينا أن ننصت بقصد الإنصات الفعال بالتركيز على ما يقال ونمنع أذهاننا من الشرود كما أنه يتوجب الجلوس بطريقة مريحة ومؤهلة وأن نستمع لما يريد أن يقوله المتحدث لا أن نستمع لما نريد أن نسمع فقط أي أن لا نكون انتقائيين في الاستماع والإدراك.

من جانب آخر، فإنه يتوجب على المرسل أو المتحدث لكي يضمن إبلاغ رسالته كما يريدها أن تكون إن عليه أن يحدد هدفه ثم يجمع مادته ثم يصوغ رسالته وأن يعني بأسلوب ومحتوى هذه الرسالة وأن يحدد أو يعرف أو يختار جمهوره المتلقي والوقت المناسب له وللجمهور والمناسبة المستهدفة والمكان الذي ستلقى فيه هذه الرسالة.