|
القاهرة - طه محمد
بدأت بوادر معركة ثقافية بين القاهرة وبرلين بسبب تمثال الملكة الفرعونية «نفرتيتي»، فبعدما أعلن المجلس الأعلى للآثار في مصر مطالبته رسميًا باستعادة التمثال، رددت الحكومة الألمانية بأن ما وصلها هو خطاب مذيل بتوقيع الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس، ولم يصلها خطابًا من نظيرتها المصرية.
بوادر هذه المعركة التي لا تزال في طورها الأول، وعلى المستوى الإعلامي تعيد إلى الأذهان معركة سابقة قبل ثلاثة أعوام، فبعدما صرح وزير الدولة الألماني للشؤون الثقافية بيرند نويمان أن مصر لن تتمكن من المحافظة على التمثال، رد عليه وقتها حواس منتقدًا إياه بأن التمثال اكتشف في مصر، وصاحبته مصرية. متسائلاً:كيف يمكن لنا أصحاب هذا التمثال ألا نحافظ عليه، ويتهمنا البعض بعدم المحافظة عليه.
وفي تصريحاته الجديدة أكَّد حواس أن الطلب الجديد الذي أرسله إلى الجانب الألماني يحمل الصفة الرسمية، «فالمجلس الأعلى للآثار جزء من الحكومة ومن الدولة، وهو مفوض ومعني بشؤون الآثار من قبلهما». مندهشًا في الوقت ذاته من الرد الألماني السريع، الذي تناقلته وكالات الأنباء أول أمس. وقال حواس: إنه لم يصلنا حتى اللحظة ما يفيد موقف ألمانيا من طلبنا الرسمي، الذي جدد تأكيده على أنه طلب رسمي حظى بموافقة رئيس الوزراء ووزير الثقافة.
وفي الوقت الذي رفض فيه حواس التكهن بنتيجة الرد النهائي الألماني على المطلب المصري. قال:»لا أرغب في استباق الأمور، وسأنتظر إلى حين ورود الرد الرسمي من الجانب الألماني». وعمَّا إذا كان يمكن أن يهبط سقف المطلب المصري من استعادة التمثال إلى استعارته لمدة ثلاثة أشهر في حال رفض الحكومة الألمانية إعادة التمثال إلى بلاده.
أضاف حواس أنه وقت أن يصلنا الرد الألماني رسميًا، فإننا يمكن النظر بشأنه والنقاش حوله، ولا أود أن استبق الأحداث، ودعونا ننتظر الرد رسميًا، بعيدًا عمّا تناقلته وسائل وأجهزة الإعلام».