لاأدري هل كان يعلم جوليان أسانج وهو صحفي وناشط في الإنترنت ومبرمج أسترالي مؤسس موقع ويكيليكس المعني بتسريبات الوثائق الدبلوماسية الرسمية أنه حين شرع في إطلاق مشروعه هذا الذي هزّ الدبلوماسية العالمية، أقول هل كان يعلم بأنه سيفتح الباب على مصراعيه أمام (مزاد) لبيع الوثائق في الشرق الأوسط، وبالمناسبة فإن موقع ويكيليكس يدعي بوجود قاعدة بيانات لأكثر من 1.2 مليون وثيقة.
وقبل أسابيع بثت قناة الجديد اللبنانية تسجيلات لجلسات التحقيق مع قيادات لبنانية على خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وما قيل في جلسات التحقيق، ثم ما لبثت النار تشتعل في لبنان حتى أوقدت قناة (الجزيرة) القطرية أمس الأول ناراً في فلسطين ببثها أكثر من 1600 وثيقة سرية تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، بعد أن حصلت على وثائق ومحاضر مهمة لجلسات خلف الستار.
هناك متنفعون من وراء هذا الانفلات الإعلامي المتسارع وهناك من ستغريه المادة ليبيع (ذمته) من أجل سبق إعلامي هنا أو هناك، خاصة وأن هذه التسريبات تخدم مصالح طرف ليعصر طرفاً آخر، وهناك أيضاً لعبة تجري خلف الأبواب والنوافذ للفوز بصفقة جديدة، خاصة وأن السياسة انكشفت (عورتها) على يد السيد أسانج فلم يعد هناك من يسترها، وتناوب الجميع اليوم على اللعب بكواليسها التي كانت محرمة.
هذا انفلات إعلامي، وأسميه كذلك، لأنه سيجر وراءه سيلاً من الأحداث لا أتمنى حدوثها، لكنني متوقع انفجارها في لحظة أو أخرى، في الوقت الذي زاد منسوب الزيت واقترب كثيراً من النار وبات الصفيح اليوم جاهزاً للانفجار في أية لحظة طالما هناك سوق سوداء يديرها من يؤمنون بأن وراءهم الطوفان ولا يأبهون بما سيحدث، وغداً ستتفاجؤون بما هو أدهى وأمر طالما غاب الضمير والرقيب معاً.