1- الفكر الشمولي فكر قمعي يقوم على إعادة تشكيل وصياغة حياة الناس من خلال نقض قيمهم ومصادمة مفاهيمهم وتصحيح ذاكرتهم.. ومحو المتعارض مع فكرهم بإعادة شرح ما يتفق مع رؤاهم.. وتعديل لغتهم بحذف الكلمات والمصطلحات غير المرغوبة عندهم.. وإعادة كتابة تاريخهم وتأويل أحداثه بما يتفق ورؤيتهم.. مع إلغاء كل أثر لأي فكر معارض أورأي خارج عن النص ومحاربة القائمين به الداعين إليه.

2- الفكر الشمولي فكر احتكاري يفرض حضوره وتأثيره على كل مناحي الحياة من سياسة واقتصاد وفن وأدب وفكر وصناعة وتجارة ومعاملة وشعور وأحاسيس.. إنه يرسم لكل فرد مسار حياته ويحدد له تطلعاته ويملي عليه تصرفاته منذ مولده حتى مماته.. وهو خلال ذلك يحرص على وحدة مصادر التلقي وإلغاء كل مصدر آخر والقضاء عليه.

3- الفكر الشمولي فكر متعسف يفصل حاضر الفرد عن ماضيه.. بتنقية تاريخه من الأحداث التي لا يرغبها أو الأفكار التي يعارضها أو المفاهيم والقيم التي يختلف معها.. ثم يسطو على ذاكرة المجتمع فيفصلها عن حاضره فيعيش المجتمع بعدها غربة تضطرب بها نفسه.

4- الفكر الشمولي يقوم على حكم مستبد.. يطبق القمع والترويع والتفريق والإجلاء والتعذيب والحبس في المعسكرات الجماعية.. لذلك ينتهي أمر الفكر الشمولي عادة بعنف مضاد مسرف يسمى بالاجتثاث كما حصل مع النازية، والشيوعية، والبعث.

5- الفكر الشمولي يقوم على الولاء لا على الكفاءة.. وولاء أفراده يقوم على الخوف لا على القناعة.. وقراراته تقوم على المصلحة الخاصة لا على المصلحة العامة.. وغايته الأمن وليست التنمية.. وطموحه الاستمرارية وليس الرضا.

6- الفكر الشمولي يعتمد على التحذير من مؤامرات الآخرين.. وحشد القوى وتجييش الجموع لمواجهة قوى من صنع الخيال.. وصرف الناس عن التفكير في بؤس الواقع إلى التفكير في الدفاع ضد عدو متوهَّم.

7- الفكر الشمولي لا يؤمن بالتسويات السياسية.. ويميل نحو استخدام العنف لفرض آرائه.. ويرى في الآراء المعارضة عدوًّا يجب محاربته.. كما أنه لا يؤمن بالتسويات على مستوى الظواهر المجتمعية كاللبس وقصة الشعر ويعتبرها تناقضات مجتمعية يجب بترها بالعنف والشدة.. أما في حالة الظواهر الإبداعية من أدبية أو فنية فهي تقمع باعتبارها أطروحات خارج ما اعتادت وتمثل خيانة للشعب.