تابعت بعض ما قيل في مؤتمر التنافسية الدولي الخامس، تصب جميعها في ارتفاع معدلات النمو ودخول العالم في تنافسية الإنتاج والاستقرار الاقتصادي,.. ومن ضمن ما قيل ما جاء على لسان وزير البترول والثروة المعدنية المهندس النعيمي بأن (العالم قد خرج من الأزمة المالية الاقتصادية وحالة الكساد التي واجهها في عامي 2008 - 2009 إلى حالة النمو الذي بدأ العام الماضي) ويتوقع الوزير كما قال بأن يستمر هذا النمو خلال هذا العام، وبأنه سوف (يتسارع تدريجياً في الأعوام المقبلة). وأن (أغلب التوقعات تشير إلى أن الاقتصاد العالمي سوف ينمو هذا العام وبمعدلات تفوق 4 في المائة أي ما يقارب وتيرة النمو قبل الأزمة).
ومع أن الوزير تفاءل بنمو مضطرد في الدول الفقيرة بحيث سينمو معدل الطبقة الوسطى فيها إلى أكثر من 200 مليون نسمة، مع نمو المدن وتوسع المشاريع إلا أن الواقع الملموس بعيداً عن التنظيرات هو زيادة الغلاء مع زيادة الفقر عمليتان تتوازيان، في الوقت الراهن، بدليل ما يحدث في العالم من اضطرابات بحثاً عن لقمة العيش ومطالبة في خفض أسعار مقبلا الغذاء، والسكن، ....
لا ندري نحن الذين نبعد كثيراً عن الاقتصاديين وصناع مؤشرات المال، ما حجم التفاؤل من خلال مقولاتهم، مع واقع لا يبشر إلا بزيادة في السكان مع ارتفاع في المعيشة مع حاجة الناس لمقابلة احتياجاتهم الضرورية لمعاشهم الأساس....
إذ كلما قيل زاد دخل الأمم المنتجة والمصنعة والمصرة والمستورد، زاد الفقر.. واتسعت الحاجات... بين طبقات المجتمع التي يتوقع أن تتدرج بالطبيعة، فإذا هي تنقسم إلى مؤشرين أحدهما يعلو والآخر يتدنى.
وربما الدلائل على ذلك، هي كل المشاهد التي بتنا نراها في دول حوض البحر المتوسط، وآسيا وإفريقيا على ذمة المسموع والمرئي من الضيق بالغلاء، والعجز عن مواجهة الحاجة بين غالبية الشرائح السكانية..., بل هذا الكبد الذي يعانيه الأفراد في مواجهة الغلاء, ومتطلبات الحياة.. لا يدعو للتفاؤل، كما يفعل رجال المال في العالم كله.