يعتقد الكثيرون بأنّ ما حدث بمدينة جدة العام الفائت هو كارثة طبيعية ولا ألومهم بذلك لأنّ الألم شديد في ظل تزايد الضحايا والمفقودين والخسائر، إنّ هذا لشيء صعب وفاجعة كبيرة ولكن بنفس الوقت نسي الكثيرون بأنّ ما حدث نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى بإرساله لهذه الأمطار ليرتوي بها الإنسان والحيوان الأرض والنبات، ولكنّ هذه النعمة فضحت العديد من الأمور التي كانت نائمة بل بشكل أصح ميّتة، وفضحت المسؤولين مهما كانت أعذارهم الواهية لأن ما حدث هو إهمال وعدم الشعور بالمسؤولية والذي أدّى إلى العديد والكثير من الضحايا والمفقودين، والعديد من الخسائر بأنواعها، أين الرقيب وأين المتابعة وأين الخوف من الله، وأين ذهبت الأموال الطائلة التي صرفت على أنّها للقيام بالعديد من المشاريع.
قرأت الكثير حول هذا الموضوع بصحفنا المحلية حيث ادّعى الكثيرون بأنّ الموتى هم السبب وبعضهم قال بأن ذلك سوء باختيار مكان السكن و..و.. ، إن ما حصل العام الفائت كان بسبب 6 ساعات من المطر فقط ؟ فما كان سيحدث لو كان هذا المطر استمرّ لأيام ؟ حتماً في ظل الوضع الراهن سيكون هنالك الكثير من الموتى والمفقودين والخسائر والأضرار و..و..إلخ ، وممّا لا شكّ فيه بأنّ قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وأعاده لنا بالشفاء العاجل ، أعادت التوازن لجميع الأسر المتضرّرة في وقت قياسي جداً وأيضا كان لذلك صدىً وترحيباً قوياً من الشعب ، وما زاد الشعب سعادةً هو الوعد بمحاسبة المسؤولين عما حدث ومحاربة الفساد الإداري والمحافظة على أموال الدولة ، ولكن ما يحزّ بقلبي سؤال حيّرني كثيرا وهو أين هي أمانة جدة وأين هي المجالس البلدية من هذا كلّه ؟!
لماذا تحرّكت أمانة جدّة بعد هذه الكارثة لإنشاء سد ترابي لحماية أحياء شرق الخط السريع؟؟ وأين هي الآن من ناقوس الخطر الذي حظر قبل أيّام بالمطر على مدينة جدة ؟
أتقدّم ومن أعماق قلبي بالشكر الجزيل والحمد لله سبحانه وتعالى على نعمة المطر والشكر الكبير لملك الإنسانية أطال الله بعمره وشافاه وأعاده سالماً للوطن على هذه المكرمات والقرارات التي كانت بمثابة البلسم الشافي للشعب والتي ولله الحمد لاقت الأثر الكبير محلياً وعالمياً ، وأيضا الشكر العميق لفرق الدفاع المدني التي لم تتوانَ عن تقديم كل صغيرة وكبيرة في سبيل إنهاء هذا الوضع المفجع ، والشكر الجزيل لكل من قام بالمساعدة والعون من الشعب وأصحاب الفنادق والشقق المفروشة والذين قدموا أموالهم والطعام وسياراتهم وبيوتهم و و ، وهذه نعمة أخرى من نعمه سبحانه وتعالى علينا بأن نلتفّ ونتلاحم مع بعضنا ونشعر بالوحدة والألفة والمحبّة والغيرة وهذا ليس بغريب علينا نحن كسعوديين.
ختاما
كان هذا درس قاس لأمانة جدة وللمجالس البلدية، وللأمانات الأخرى في باقي مدن مملكتنا الغالية للعودة إلى الصواب والتحقّق من الموجود حالياً لكي لا يكشف المستور وتتّضح سيّئات الأمور، وأناشد المسؤولين والدوائر الحكومية ومن يعمل بها بمراعاة الله سبحانه وتعالى بالعمل والأمانة واتّباع الصّدق لنصل إلى حياة سعيدة وكريمة وطيّبة وصادقة وخالية من الشوائب ، وننتظر ما ستقوم به اللجان التي تم تكوينها لهذه الفاجعة عمّا قريب ، خصوصاً وأنّ هذا الأمر يتكرّر الآن بجدّة مع هطول أمطار الخير والبركة ، والله من وراء القصد .
مدير إدارة الموارد البشرية والشؤون الإدارية بمؤسسة الشتاء والصيف للتجارة والمقاولات
Kader7hr@hotmail.com