Tuesday  25/01/2011/2011 Issue 13998

الثلاثاء 21 صفر 1432  العدد  13998

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

أبناء هذا الوطن هم سفراؤه في الداخل والخارج، وهم الذين يعطون الصورة المشرقة له، ويرسمونها ويطبعونها في أذهان الآخرين، حيث تتكون تلك الصور عبر التعامل والتواصل الإنساني في مختلف المجالات ومتعدد الميادين، وإذا كانت مجالات التواصل مع الآخرين تحتاج إلى مهارات وقدرات عالية تعبر عن واقع بلادنا فإن سفراء وطننا يقع عليهم الدور الأكبر في تبيان صورة هذا الوطن الزاهية وقيمته العالية ومكانته السامية بحكم خصوصيته ومميزاته وموقعه في قلوب المسلمين، والموقع الذي وضعه ورفعه إليه قادته وأبناؤه البررة.

ولذلك يقع على بلادنا مسؤولية كبيرة في انتقاء سفرائها إلى بلدان العالم، ليكونوا على مستوى المسؤولية وقدرها في ميدان العمل الدبلوماسي الدولي.

ولعلي أقف على الحقيقة كاملة - دون مجاملة - عندما أقول إن النموذج الذي يتجسد في سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز البشر هو نموذج نجاح باهر للدبلوماسية السعودية، فهناك وعلى أرض المملكة المغربية الشقيقة يتجسد هذا النموذج الباهر في سعادته سفيراً لخادم الحرمين الشريفين، فقد جعل من العمل الدبلوماسي أداة تواصل وحقل عطاء متواصل، وينبع ذلك من قناعة شخصية للدكتور البشر بأن جهد الدبلوماسي لا يعرف الراحة وأن التعامل الجيد والحسن هو أساس لصناعة العمل وهو جسر للتواصل الإنساني، كما يؤمن بأن مَنْ يتشرف بتمثيل وطنه في الخارج يجب أن يتحلَّى بصدق العمل الممزوج بالحلم والتواضع وأن احترام الناس هو واجب أملاه الإسلام، وأن التعامل الإنساني والنجاح فيه هو إرث اجتماعي يجعل المملكة متميزة في ميادينه بين المجتمعات المعاصرة.

وبمثل هذا الفكر المستنير القائم على مبادئ التواصل والتعامل الإسلامي، وتحملاً لشرف المسؤولية التي يتولاها الدكتور محمد البشر، اتجه نحو عمله بجهود متواصلة لا يفتر نشاطها، ولا يتوقف عطاؤها، وقد ترجم ذلك وجسَّده في حقول كثيرة يأتي في مقدمتها وطليعتها دوره في مواسم الحج مما جعل العديد من المسؤولين في المغرب الشقيق يؤكدون أن الفضل في تطبيق جزء مهم من الإجراءات الخاصة بنظم وإجراءات الحج في المملكة المغربية قد أسهم فيه الدكتور البشر بدور كبير في إطار التعاون والتنسيق الذي تؤديه سفارة خادم الحرمين الشريفين في المغرب الشقيق مع الوزارات المعنية فصارت عملة منح التأشيرات لحجاج المغرب عملية سهلة ميسورة.

وقد تمكن هذا الدبلوماسي الواعي أن يجمع حوله قلوب المثقفين في المغرب ومن كل مكان حينما وظَّف قدراته في البحث التاريخي والكتابة الأدبية الإبداعية وحسن العرض وسلاسة الأسلوب وصدق تحري الحقيقة، وظف كل ذلك في كتابة المبدع (مآسي الأندلس) الذي أتحف به المكتبة العربية ليعرض حقبة تاريخية مهمة في تاريخ المسلمين حيث الأندلس الذي شهد بازدهار الحضارة الإنسانية والتواصل الإنساني والازدهار الثقافي الذي صنعه المسلمون هناك وجعلوا من الأندلس مركز إشعاع ومنطلق تفاهم، ومنبعاً للتعايش والتسامح بين الأديان، ثم انقلبت الأمور، وكانت المأساة الكبرى في سقوط الأندلس وتعدد مآسيه التي تُدمي القلوب والعيون، فجاء كتاب الدكتور البشر لا لينبش في الماضي، بل ليستخلص منه العبر والعظات في إطار من النصح والتحذير من أن تتكرر هذه المأساة في واقع المسلمين كما وقعت في ماضيهم القريب والبعيد.

ولست هنا بصدد التعليق عن هذا الكتاب فهو في متناول القراء والباحثين وتحفل به المكتبة العربية، غير أن ما يحظى به مُؤلِّفه الدبلوماسي البارع هو الذي أعطى أنموذجاً في كيف يكون العمل الدبلوماسي، فقد استطاع أن يجذب الأنظار نحو دعوة الحوار والتعايش بين الشعوب والديانات والحضارات، تلك الدعوة الصادقة يرفعها وينادي بها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وتحرص المملكة بمؤسساتها الدعوية والتربوية والإعلامية عليها فإذا بهذا السفير البارع يطلق كتابه وتحرص المملكة بمؤسساتها الدعوية والتربوية والإعلامية عليها فإذا بهذا السفير البارع يطلق كتابه ويحرص على شرح وتوضيح أهمية الحضارة الإسلامية في الازدهار الثقافي والتعايش السلمي بين الشعوب، وقد جمع حوله قلوب وعقول المهتمين والمثقفين وظهر ذلك بصورة جليَّة واضحة حينما نظم مجلس مدينة فاس للإرث الثقافي حفلاً لتقديم هذا الكتاب بحضور مستشار ملك المغرب وجمع من السفراء من مختلف دول العالم وحشد من المثقفين والباحثين، فجاء هذا الحفل احتفاء ليس فقط بالكتاب، بل بمؤلفه السعودي الدبلوماسي البارع الدكتور محمد البشر الذي وظَّف قدراته وإمكاناته في خدمة عمله الدبلوماسي. فهنيئاً لنا هذه النماذج المخلصة لوطنها القادرة على تحمل المسؤوليات التي حملَّهم إياها ولاة الأمر، وندعو الله أن يكثر من تلك النماذج المشرِّفة التي تدرك أن مواقع المسئولية تكليف قبل أن تكون تشريفاً.

والله من وراء القصد؛؛؛





 

نموذج فريد في العمل الدبلوماسي
د. عبدالرحمن بن سليمان الدايل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة