|
الجزيرة- حازم الشرقاوي:
يُعدّ قطاع الاتصالات في السعودية من أكثر القطاعات تحقيقاً للنمو خلال السنوات العشر الماضية. وقد شهد السوق تطوراً نوعياً كبيراً بعد فتح المنافسة في قطاع الهاتف النقال، وكذلك الهاتف الثابت مؤخراً. وقد اعتبر الكثير من الخبراء أن فرص الاستثمار بقطاع الاتصالات في المملكة تُعدّ من الأبرز عالمياً بسبب اتساع مساحة المملكة من جهة وتطور الاقتصاد السعودي الكبير على الأصعدة كافة؛ ما يستدعي بناء منظومة اتصالات متطورة لخدمة قطاع الأعمال، إضافة إلى احتياجات المستهلك الفرد. ويعتبر إنفاق الفرد على استخدامات الهاتف كبيرة قياساً بالمنطقة العربية والشرق أوسطية؛ حيث ينفق المستهلك بالمملكة على خدمات الهاتف النقال ما يقارب 2000 ريال سنوياً كمتوسط، مع توقعات بارتفاع هذه الأرقام مستقبلاً. ويصل حجم الناتج من قطاع الاتصالات إلى ما يفوق 70 مليار ريال سنوياً بمختلف أنشطة الاتصالات، ويتوقع أن تصل نسبة القطاع في الناتج الوطني خلال السنوات الخمس القادمة إلى ما يعادل 7 %؛ الأمر الذي رفع مستوى المنافسة بين الكثير من شركات الاتصالات في المنطقة لدخول السوق السعودي؛ حيث تعمل ثلاث شركات في مجال خدمات الهاتف النقال، هي الاتصالات السعودية واتحاد الاتصالات موبايلي وشركة زين، بينما تقوم شركة الاتصالات بخدمات الهاتف الثابت، إضافة إلى شركة عذيب للاتصالات.
وقد برز نمو الاعتماد على خدمات الإنترنت بشكل كبير خلال السنتين الأخيرتين؛ ليكون العلامة الفارقة في المنافسة بين جميع الشركات التي تقدم خدماتها بالسوق السعودي، خصوصاً مع تفوق نمو استخدام الإنترنت بتقنية «البرودباند» مقارنة بالاتصال الهاتفي.
وكانت دراسة حديثة قد كشفت أنه خلال السنوات الماضية حقق الأفراد في المملكة تقدماً ملحوظاً في امتلاك أجهزة الحاسوب تدرجت بنسبة تبدأ من 43 % في عام 2007 إلى 51 % عام 2009. واتجهت ملكية الحاسوب في عام 2009 إلى أجهزة الحاسوب المحمول مقارنة بأجهزة الحاسوب المكتبي. وذكرت الدراسة التي نفذتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن استخدامات الإنترنت في المملكة للعام 2009م أن نسبة الذين يمتلكون الحواسيب المحمولة نحو 76 % مقابل 66 % ممن يمتلكون الحاسوب المكتبي، وهناك تزايد واضح في امتلاك الحاسب المحمول. وأكدت الدراسة التي تجريها الهيئة للمرة الثالثة عن استخدامات الإنترنت في خمسة مجالات حيوية، هي: قطاع الأفراد، والقطاع التجاري، وقطاعا التعليم والصحة، إضافة إلى القطاع الحكومي، أن خدمات النطاق العريض (Broadband) أدت إلى ابتعاد ما يقارب 44 % من مستخدمي الإنترنت لعام 2007 عن استخدام خدمة الاتصال الهاتفي بالإنترنت (dialup) مقارنة بعام 2009 الذي كانت نسبة مستخدمي الاتصال الهاتفي فيه نحو 4 %. ومن جهة أخرى فقد زاد عدد اشتراكات النطاق العريض (Broadband) بين مستخدمي الإنترنت في المملكة، من 50 % عام 2007 إلى 96 % عام 2009. وفيما يتعلق بامتلاك الحواسيب في قطاع الأعمال تشير الدراسة إلى أنها قد زادت من 67 % عام 2007 إلى 82 % عام 2009، كما أنه بالرغم من أن المؤسسات الكبيرة والمتوسطة لا تزال تستخدم أجهزة الحاسوب المكتبية إلا أنه بات من الملحوظ أن استخدام المؤسسات التجارية للحواسيب المحمولة قد ارتفع بشكل بارز، بلغت نسبته نحو 37 % عام 2007، وارتفع إلى 55 % عام 2009.
وعلى صعيد استخدامات الإنترنت في المؤسسات التعليمية في المملكة فقد ذهبت الدارسة إلى أن جميع المؤسسات تقريباً، بصرف النظر عن مستواها، تمتلك أجهزة حاسوب. وقد ازداد انتشار الحواسيب المحمولة بين الكليات والجامعات بنسبة تبدأ من 50 % في عام 2007 إلى نسبة 79 % في عام 2009. بينما لم تكن هذه الزيادة ملحوظة بالنسبة للمستويات التعليمية الأخرى من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية.
وتلفت الدراسة إلى أن استخدام الإنترنت في القطاع الصحي آخذٌ في التطور على وتيرة مستمرة؛ إذ أخذ عدد الموظفين من الممرضات، والأطباء وموظفي الإدارة، الذين يستخدمون الحاسوب والإنترنت، يتزايد على مر السنين؛ إذ بلغت نسبتهم 5 % في عام2007، ثم زادت بنسبة 14 % عام 2009. وتستخدم الممرضات الحاسوب والإنترنت بشكل رئيسي من أجل البيانات التي يتم حفظها بملفات المرضى، كما زاد انتشار الإنترنت في هذا القطاع من 37 % في عام 2007 إلى 63 % عام 2009. ويُعتبر التواصل مع المؤسسات الأخرى في المملكة هو أساس هذه الأنشطة الصحية، كما أنها قناة للتواصل مع مرضاها المستهدفين.
واختتمت الدراسة نتائجها فيما يتعلق بالقطاع الحكومي بأن نسبة انتشار الحاسوب في هذا القطاع قد وصلت حتى الآن إلى 97 %، وأصبح بإمكان معظم الموظفين الدخول إلى الإنترنت. ويمتلك 35 % من المكاتب أجهزة حاسوب محمولة. وقد صل عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة إلى نحو 48.6 مليون اشتراك بنهاية الربع الثالث من عام 2010م، وبذلك بلغت نسبة الانتشار نحو 176 % من السكان. وتمثل الاشتراكات مسبقة الدفع الغالبية العظمى، منها بنسبة تقارب 86 %.
وفي السياق نفسه، بلغ عدد الخطوط العاملة للهاتف الثابت بنهاية الربع الثالث من عام 2010 نحو 4.28 مليون خط، منها نحو 3.2 مليون خط سكني، أي ما يمثل نحو (75 %) من إجمالي الخطوط العاملة، وبذلك تبلغ نسبة انتشار الهاتف الثابت بالنسبة للسكان نحو 15.6 %، في حين وصلت نسبة الانتشار للمساكن إلى نحو 68 %.
وفي مجال الإنترنت زادت نسبة انتشار الإنترنت بمعدلٍ عالٍ خلال السنوات الماضية؛ حيث ارتفعت من 5 % عام 2001 إلى نحو 41 % في نهاية الربع الثالث من عام 2010م. ويقدر عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة حالياً بنحو 11.2 مليون مستخدم تقدم بها المؤسسات والأفراد.
المركز السعودي لمعلومات الشبكة يستقبل 5500 طلب تسجيل تحت (السعودية)
وصل عدد طلبات تسجيل أسماء النطاقات العربية تحت النطاق العربي (السعودية) التي استقبلها المركز السعودي لمعلومات الشبكة خلال مرحلتي التسجيل الخاصة والعامة قرابة 5500 نطاق. واستقبل المركز خلال المرحلة الخاصة التي امتدت من صباح الاثنين 17-6-1431هـ، الموافق 31 مايو 2010م، وانتهت صباح يوم 30-7-1431هـ، الموافق 12 يوليو 2010م، قرابة 2916 طلباً، تعود إلى جهات تقدمت بطلبات تسجيل أسماء نطاقات عربية مطابقة لأسمائها الرسمية أو التجارية، أو للعلامة التجارية باللغة العربية، كما ورد في شهادة السجل التجاري أو شهادة العلامة التجارية، أو الاسم الرسمي بالنسبة للجهات الحكومية وشبه الحكومية. وفي السياق نفسه بلغ عدد تسجيل أسماء النطاقات العربية خلال المرحلة العامة (الدائمة) التي سمح بالتسجيل خلالها لأي شخص حقيقي أو معنوي؛ حيث يمكن لأي جهة أو فرد تقديم طلباته دون تقييد الطلب بشرط مطابقته للاسم الرسمي، قرابة 2639 طلباً. وقد بدأت هذه المرحلة منذ يوم 27 سبتمبر 2010م، وتستمر دون تاريخ نهاية؛ كونها تمثل مهام التسجيل العادية.
ومما تجدر الإشارة إليه أنه يتم تقديم الطلبات إلكترونياً عن طريق النماذج الخاصة بذلك عبر موقع المركز السعودي لمعلومات الشبكة بنسبة انتشار بلغت 12.2 %.
نمو خدمات النطاق العريض إلى 3.4 مليون اشتراك بنهاية الربع الثالث من العام 2010م
نما عدد الاشتراكات في خدمات النطاق العريض إلى نحو 3.4 مليون اشتراك بنهاية الربع الثالث من عام 2010م، وبلغ متوسط النمو السنوي التراكمي نحو 110 % سنوياً خلال الأعوام الأربعة الماضية. وقد وصلت نسبة انتشار خدمات النطاق العريض بالنسبة للسكان إلى نحو 12.2 %، في حين بلغت نسبة انتشار النطاق العريض للمساكن في المملكة نحو 35 % في نهاية الربع الثالث من عام 2010م. ويلاحظ أن الاشتراكات بخدمة خطوط المشتركين الرقمية (DSL) تمثل نحو 42 % من مجموع الاشتراكات بخدمات النطاق العريض، فيما تمثل الخطوط اللاسلكية الثابتة والاتصالات المتنقلة ذات النطاق العريض نحو 57 % تقريباً. ومن المتوقع أن تستمر وتيرة النمو في خدمات النطاق العريض مع توسع نطاق المنافسة من قِبل مقدمي الخدمة وزيادة الطلب على خدمات الإنترنت وزيادة الوعي باستخداماته وقيام الشركات المرخصة الجديدة بنشر وتوسيع شبكاتها وإطلاق خدمات جديدة للمستخدمين. وتُعتبر خدمات النطاق العريض حالياً هي الأساس في مصادر الدخل الجديدة للشركات، كما سيكون سوق خدمات البيانات مع خدمات النطاق العريض المحرك الرئيس لنمو سوق الاتصالات في الفترات القادمة.