Tuesday  25/01/2011/2011 Issue 13998

الثلاثاء 21 صفر 1432  العدد  13998

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

((شعاع الشمس لا يخفى ونور الحق لا يطفى))

- حكمة عربية -

هناك بعض الأمور الذي تفوق قدرة عقل المرء على استيعابها، وتبرز أكثر من علامة استفهام وأكثر من علامة تعجب.

حين تخسر طبيبة عمرها 43 عاماً قضيتها ضد والدها الذي يمنعها من الزواج وتصبح مطالبتها بنزع ولايته عقوقاً بوالدها وتتحول من طالبة حق إلى متهمة، يصبح من الجنون أن نفهم آلية هذا الحكم وعقلية القاضي الذي قضى به.

الطبيبة التي تعيش في إحدى دور الحماية الاجتماعية منذ 10 سنوات، نتيجة تعرضها لعنف أسري، أيضاً حكم عليها بإلزام إعادتها لوالدها.

بعيداً عن العدالة التي من المفترض أن تتوفر في القضاة وقريباً من الإنسانية وتعاليم ديننا كيف يمكن للمتضرر أن يعود إلى منبع الضرر؟

وكيف يمكن للتهمة بالعقوق أن تلتصق بطبيبة عانت العنف والتعذيب من والدها وتملك من العلم ما تستطيع به أن تفرق بين الخطأ والصواب في عمر تجاوز مرحلة الطيش؟

إلا أن تكون امرأة سعودية صبغ المجتمع على ولي الأمر تقديساً تنهار أمامه كل المعطيات المنطقية ويغيب أمامه العقل.

الوالد المسكين لديه بنات أخريات واحدة منهن مختفية منذ ثمان سنوات ولكن هذا لا يعبأ به القاضي فهو لا يدرس المعطيات أمام قدسية ولي الأمر.

حين تقول الطبيبة للصحف: (خرجت من تحت الساطور فكيف أعود للموت والتعذيب مرة أخرى؟! كيف أعود للعذاب النفسي والجسدي)؟! فكيف يمكن أن تكون عاقة؟!

المفارقة أن والد الطبيبة وإخوانها قبل عشر سنوات حلفوا للقاضي بالقرآن بعدم التعرض لها ورغم ذلك تعرضت للعنف الشديد والإهانة والتهديد بالقتل.

لا أعلم كيف للقاضي أن يثق بمثل هكذا معنفين؟

ويصبح الحلف بالقرآن هو رادعهم بينما لو فكر القاضي قليلاً فلو كانوا يدركون آيات الله ويفهمونها لما عنفوا الفتاة وعذبوها!

بالله عليكم هل ما قرأناه في الصحف عن طبيبة المدينة واقع أم مشهد من عصر الجاهلية. حين توؤد النساء في الكبر وليس حين خروجهن إلى الحياة.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
بأي ذنب تُقتل!!
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة