قليل هم أولئك الرجال الاستثنائيون الذين تتحقق على أيديهم إنجازات استثنائية في أوقات استثنائية وقليل من اختارهم الله وهيأ لهم السبل لكي يكونوا نافعين ومفيدين لمجتمعاتهم وتجري على أيديهم مصالح جمة للعباد.
ومن هؤلاء الاستثنائيين المهندس عبدالله المقبل وكيل وزارة النقل الذي لا أعتقد أنه يختلف اثنان حول مقدرة الرجل وكفاءته والإنجازات التي كان وراءها واستحقت عليها الوزارة جوائز عالمية ومنحه هو شخصياً أوسمة من جهات لا تعرف العواطف أو المجاملات وآخرها وساماً رفيعاً من الحكومة الإيطالية منح شخصياً للمهندس المقبل إلى جانب جائزة الاتحاد الدولي للنقل والتي تسلمها المقبل أيضاً واعتباره رجل الاتحاد الدولي للطرق IFR.
ومن باب لا يشكر الله من لا يشكر الناس وفي زمن أصبحت القدوة الحسنة مطلوب إبرازها أكتب هذا الكلام عن المهندس عبدالله المقبل وخبرته النوعية في مجال الطرقات إلى جانب قدرته العملية حيث ينعكس هذا في شبكة الطرق العملاقة التي تشهدها المملكة والتي بلا شك كانت له فيها جهود رائدة لا تنكر.
وليس أدل على ذلك من اختياره لإلقاء محاضرة عن السلامة المرورية في مؤتمر دولي عن الموضوع في إيطاليا وهذا بقدر ما هو اعتراف بدور الرجل الحيوي في مجال هندسة الطرق هو أيضاً اعتراف بالإنجازات الكبيرة لمملكتنا في هذا الجانب ترجمة لجهود وتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الذين يحرصون على وضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة بل في طليعة هذه الدول من حيث الخدمات التي تقدم للمواطن ومشاريع البنى التحتية وفي مقدمتها شبكة الطرق الحديثة والعملاقة التي تربط أجزاء ومناطق المملكة الشاسعة ببعضها.
وحينما أتحدث عن المهندس المقبل فأنا لا أنكر دور وجهود معالي وزير النقل المهندس جبارة الصريصري الذي يعد ربان السفينة الماهر في هذه الوزارة المهمة وكذا فريق الوزارة من الكفاءات المشهود لها أيضاً لكني اخترت الحديث عن المهندس المقبل كواحد من الرجال المميزين في مملكتنا وما أكثرهم.
ولئن كانت موازنات المملكة خلال الأعوام الأخيرة قد شهدت العديد من المشاريع العملاقة ومنها الطرق طبعا فقد صاحب إصدار كل ميزانية مراهنات على أن الكوادر السعودية غير قادرة على استيعاب هذه المشاريع وترجمتها إلى واقع ملموس وطبعاً أثبتت الأيام أن هذه المراهنات كانت خاسرة وأن لدى المملكة كفاءات عالمية تعد مراجع في مجالها على المستوى العالمي كما هو الحال مع المهندس عبدالله المقبل الذي اختير في العام 2007 رجل الاتحاد الدولي للطرق كما سبق أن أشرنا في مؤتمر دولي في فرنسا شاركت فيه أكثر من 57 دولة من دول العالم حول الطرق وتخطيطها السليم.
إن وجود المهندس عبدالله المقبل وأمثاله من الكفاءات الوطنية بمختلف أجهزة الدولة يقتضي أن نعرف بهم وبجهودهم ونقدمهم قدوة ونماذج لأجيال الشباب ممن لا يزالون في بداية سلم المسؤولية حتى يتمثلوا خطوات هؤلاء الرواد الذين سيخلد التاريخ أعمالهم وإنجازاتهم في أنصع صفحاته.وهنا لا يفوتني أن أطرح مقترحاً على جمعية المهندسين السعوديين والغرفة التجارية الصناعية بالرياض لتكريم عبدالله المقبل بأسلوب جديد ومختلف وذلك بعقد ورشة عمل تجمع بين المقبل والمهندسين الشباب ليطرح فيها الرجل خبرته وتجربته أمام جيل الشباب من المهندسين كونه كفاءة عالمية في تخصصه وقد لا نستفيد من نقل تجربته إلى الأجيال الجديدة إذا لم نبادر ونعقد الفعاليات التي تطرح فيها هذه التجربة أمام من سيمضون على نفس الدرب.
تحية لعبدالله المقبل ولكل كفاءة وطنية مخلصة شريفة وبوركت جهود كل الخيرين في مملكة الإنسانية بقيادة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ذخراً لبلدهم وأمتهم ومزيداً من العطاءات وإلى إنجازات أخرى من أجل غد أكثر ازدهاراً ورخاء إن شاء الله.
*رئيس مجلس إدارة مجموعة البيان القابضة