تواصلت ساعات العزاء من أبناء بريدة ومحافظات المنطقة ومراكزها.. ومن الذين حضروا من مختلف المناطق لأداء صلاة الجنازة، وتقديم واجب العزاء في ساحة مقابر الموطأ لعائلة الفقيد إبراهيم بن علي الربدي الذي وافاه الأجل بعد معاناة من المرض العضال في الخامس عشر من الشهر الثاني سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة، عن عمر يناهز الخمس والستين سنة. ودعت بريدة وأبناؤها رجلاً من الذين لهم تقدير واحترام ووفاء، شيعوا جنازته تحملهم أقدامهم متضرعين إلى الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته التي أعدت للشهداء والصالحين، فقد حيا فقيدنا حياة طيبة وذكراً حسناً ومأثراً حميداً عند الذين تعاملوا معه في المجال الوظيفي، والذين جاوروا منزله، والذين رافقوا مشوار حياته... ولم ينسوه في مرضه يعودونه في منزله ويتشافون له من آلام المرض الذي أصيب به، متفائلاً بزيارتهم ومواساتهم ودعائهم، إذ إنه يحبهم ويحبونه ويألفهم ويألفونه وبسمته لا تفارقه على الرغم من ويلات المرض يأنس الفقراء والمساكين والضعفاء، ولا يحمل في قلبه بغض ولا ضغن ولا شحناء لأحد من أقربائه والآخرين الذين يعرفهم أو لا يعرفهم، وهذه من أخلاق المؤمن الملتزم بفضائل مكارم الأخلاق واجتناب رذائلها. صابراً ولم يقنط من رحمة الله الذي أعدها لمن صبر، صبر إلى أن فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، وحظي حباً عند المشيعين وملامح الحزن غشت وجوههم، وحسرات آلام الفراق، فطرت قلوبهم، لأن موته من أعظم المصائب وأشدها هولاً ورهبة وحزناً عند الإنسان، لأنه غيب حبيبهم وقطع لقاءهم فيه، إلا أن عزاءهم رحمة الله به وغفرانه له، مترحمين عليه وذاكرين محاسنه الطيبة، منهم من يدعو له وعلامات الحزن غاشية وجهه، ومنهم من تفجرت محاجر عينيه، ومنهم من يعزي بعضهم بعضا...! فقد امتلأ صحن المصلى وأروقته وجنوباته، وامتلأت ساحات المقبرة لتقديم العزاء لأفراد عائلته من أبناء وإخوان وأعمام، سجيت جنازته وتوالى المتأخرون الصلاة على روحه الطاهرة، وحمله أقرباؤه على الأكتاف وأنزلوه القبر ووضعوه في لحده على جنبه الأيمن تجاه القبلة وحلو أربطة كفنه، وقالوا بسم الله على الملة، ملة رسول الله عليه الصلاة والسلام، واستغفروا له وسألوا التثبيت له في المسألة، وقالوا هذا عبدك نزل فاغفر له ووسع مدخله، ووضعوا قوالب الطين، وحثوا بأيديهم ثلاث حثيات من التراب إلى القبر حريصون على أن ينالوا أجر الدفن وهم يواصلون الدعاء له بالرحمة والمغفرة والثبات، وتقاطروا لعزاء كبار عائلته الذين حضروا من مختلف المدن والمحافظات والمراكز. وتعازينا لأهل بيته ولأفراد عائلته وللشيخين الفاضلين عبدالله بن سليمان، وإبراهيم بن عبدالعزيز الربدي. هذا وتلقت عائلته تعازي سمو أمير المنطقة، وسمو نائبه مبصرينهم ومهونين عليهم عظم مصيبتهم وتخفيف شدة حزنها.
بريدة - نادي القصيم الأدبي