|
الجزيرة - عبدالله الحصان - عبدالله البراك - ندى الربيعة
ناقش الخبراء المتحدثون أمس مدن المستقبل حيث تطرقوا إلى هيئة المدن الاقتصادية وإنشاء بنية تحتية للمدن الاقتصادية وتسخير جميع الإمكانات للمدن لأداء الدور المناط بها حيث تحدث مهند هلال أمين عام هيئة المدن الاقتصادية عن تقديم لتلك المدن شكلاً تنظيمياً وتزويدها بعدد من الخدمات بصفة مستمرة من حيث تكنولوجيا المعلومات والعمليات المصممة بشكل جيد والاستفادة من التقنية الحديثة والابتكارات والاعتناء في اختيار المنتج حيث إن الخدمات التي يقدمها عملاؤنا مهمة ويتم اختيارهم بدقة لبناء مدن صناعية، وأضاف هلال إننا نستطيع اجتذاب المستثمرين ومعظم مشاكل العالم يمكن حلها من خلال حكومة مسؤولة تعمل على تذليل الصعاب للوصول إلى مدينة جميلة نعيش فيها.
ومن جهة أخرى تحدث تيمثي هستير رئيس لجنة الإدارة كوفينغتون أند بيرلينغ للمحاماة إنه سعيد بمشاركته في منتدى التنافسية ورغبته بالتحدث من منطلق قانوني ومبدياً إعجابه بالمسجد الأموي وكيف ساد قانون النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-،وهذا ناتج عن سماحة تعاليم ديننا الاسلامي وأنه دين صالح لكل زمان ومكان قائلاً : نحن نحتاج إلى التفكير في كيفية استدامة التطوير والابتكار في المدن المستقبلية نحن نحتاج إلى التنافس الاقتصادي على المستوى الدولي ويمثل القانون الأساس الذي يحكم ذلك، والاستفادة من الالتزام بالأنظمة والقوانين يمثل المنطلق لتلك الابتكارات والنشاطات الاقتصادية وسيادة القانون تعطي الفاعلية والنجاح مستقبلاً حيث إنها تمثل نصف مقدرات أي بلد ناجح على مستوى العالم، وهذا ما نتطلع إلى تحقيقه في مختلف الدول لجذب المستثمرين.
كذلك تحدث تومس كرينس المدير السابق وكبير المستشارين لمؤسسة جوجنهايم عن دور الثقافة في المدن الحضارية في المستقبل موضحاً أن الثقافة أمر حيوي وأساسي حيث يأتي في DNA والثقافة ضرورية ومرتبطة ارتباطا وثيقا مع كل مكونات الإنسان.
مضيفاً أن الثقافة محلية وكونية معقدة تعتمد على الابتكار والإبداع وتلك مطلوبة في المجتمعات الكونية وتحتاج إلى التميز، وبين كرينس التميز في العالم يعتمد على ثقافة الافكار الجديدة والبحث عن التكنولوجيا ثم توظيف القدرات من أجل خلق بيئة تنافسية إبداعية، مثل فكرة الاي باد وهي فكرة تتماشى مع هذه الثقافة, مبيناً أن مدن المستقبل ستصبح متعددة الثقافات وبوتقة لانصهار التقنيات والثقافات وتوفير الطاقة والكهرباء وسنرى فيها الدمج بين الثقافة القديمة والحديثة.
وتحدث ويم إلفرينك نائب الرئيس التنفيذي لقسم العولمة في شركة» سيسكو إنه يجب ان نكون اصدقاء للبيئة عن طريق توفير مرافق الامن والسلامة للاستدامة، وخلق وإيجاد الوظائف والفرص التنافسية من أجل الابداع والابتكار موضحاً ان الرخص القيادية اصبحت متناولة عن طريق توفرها الكترونيا وهذا نوع جديد من الاستفادة من الطاقة، مضيفاً إنه يجب توفير الرعاية الصحية والتعليم للسكان كي نحقق الابتكار والابداع مثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وكذلك توفير نظم بيئة جديدة وخلق الملايين من الفرص للابداع والابتكار.
ومن نفس السياق طرح دايفيد غينسلر مدير تنفيذي شركة «غينسلر» للتصميم المعماري حجم مدينة الرياض خلال الثلاثين سنة القادمة ومعدل استهلاك الفرد من الوقود يقارب معدل دخله وتطرق لمشروع برج شنغهاي الذي يعد البرج الثاني بعد برج خليفة في دبي في العالم حيث إن المبنى من طبقتين مكونتين من مستويين شتوي وصيفي للحفاظ على الطاقة المستخدمة في التبريد والتدفئة.
وتداخلت جلسة بمناقشة المتحدثين بعدد من الاسئلة حيث تساءل عبد الرحمن العنقري أستاذ العمارة بجامعة الملك سعود للأستاذ مهند هلال بقوله: إن تطوير المدن الاقتصادية وأنا على اطلاع بالجانب الاجتماعي والاقتصادي لتلك المدن وتحدثتم عن بنى تحتية ضخمة مما يتطلب استثماراً كبيراً وإنفاقا كبيرا كذلك، فكيف ترتبط المدن الاقتصادية في حائل ورابغ وجازان بالأهداف المستقبلية للمملكة؟ وأجاب هلال: أعتقد أن هناك فرقا بين المدن الاقتصادية وأي مدن أخرى، فلقد أنشأتها الدولة لربط الاقتصاد المحلي بأهداف الدولة وسيتم التركيز على الموارد البشرية والآثار الاقتصادية للمدن، ومن أهم رؤوس الأموال شركة كادر التي تعمل على استقطاب الكوادر الوطنية وربطها بالشركات العالمية، فنحن نعمل معاً لتغيير مستوى الإبداع لدى الشباب. كذلك تساءل المعماري محمود بخاري حول مستقبل المدن حيث نواجه حالياً مشاكل بيئية للخروج من المدن التقليدية للمدن غير التقليدية ونحن بحاجة إلى بنية معلوماتية كبيرة مثل بنية التقنية حيث إنها ستساعد على التواصل بشكل أمثل؟ ومجيبا عنه هلال: نسعى لتوظيف التقنية والتفاعل المباشر أمر يحفز الابتكار والتقدم والفكر الخلاق ولا مناص من إيجاد مجال للتفاعل المباشر بين أفراد المجتمع، نعمل على إتاحة المجال للتقنية لسهولة التواصل البشري ولكن التفاعل الاجتماعي ضروري ومهم.