نسمع كثيراً بفنون الإدارة ومدى أهميتها، لذا تُقام الدورات التدريبية بهدف إكساب الملتحقين عدداً من مهارات الاتصال واتخاذ القرارات وغيرها؛ وفق قواعد مستخلصة من خبرات المخضرمين في المجال، وبالمثل فإن المؤسسات الثقافية أيضاً تحتاج لنوع خاص من تلك الفنون الإدارية وعلى وجه التحديد الجهات الراعية للفن التشكيلي، الذي تعدّدت فيه الرؤى وتشعبت وجهات النظر وأصبحت اللا نهائية سمة فيه، فلا حدود أو قواعد يمكن أن تضبط الحركة التشكيلية المحلية، فأكبر مستحيل يواجه ذلك الإدراي هو أن إرضاء «الكل» غاية لا تدرك، وهو ما لم يدركه المنتمون للمجال؛ ففي بعض الحالات يريد أحدهم أن يتم التعامل معه على أساس أنه ظاهرة مختلفة عن البقية، هذا أيضاً مقابل أرضية ثقافية حساسة يصعب تجاوزها ويستحيل معها اتخاذ أي قرارات ما لم تتكئ على تصور مدروس يخلو من المخاطرة، أما تلك البنود التي يحاول البعض تصفيتها وإدراجها كلاوائح سيكون السير فيها محاطاً بالضبابية، ومهما بدت سهولة الموضوع وجماله للبعض إلا أنه - ولمن جرّب - ينطوي على العديد من التحديات بين أن تحدث أثراً حتمياً معاصراً، وفي نفس الوقت تكون موفقاً لكسب موافقة الجهة الأعلى التي بيدها القرار النهائي.
لذا فإن الخبرة العملية والتجربة العميقة في تلك المؤسسات لها دورها الذي يجب أن لا يستهان به، كما لا بد أن يكون لها حيز الوجود إلى جانب الدماء الشابة التي ينادي البعض ببثها ويعلقون عليها الآمال، مستشرفين واقعاً تشكيلياً يقفز بهم بعيداً إلى آفاق أرحب. وهنا نتساءل كيف يمكن الجمع بين هذا وذاك؟ وإلى حين تشكّل ملامح ذلك الوضع، بإمكاني القول إن الأهم هو امتلاك المكلّف إدارياً إرادةً قوية تشعل في نفسه الرغبة الجادة في التغيير والتطوير بعيداً عن أية مجاملات اجتماعية.
Hanan.hazza@yahoo.com