تقول الخرافة القديمة: إن العنقاء إذا شاخت وهرمت.. تتعمد حرق نفسها بزعم انبعاثها من رماد ذلك الحريق أكثر شبابا وصحة وجمالا.. ومع موضة إحراق النفس التي انتشرت مؤخرا كثقافة عربية جديدة.. ومن سوداوية الرؤية للشأن الرياضي الداخلي.. مر بخاطري تفكير سوداوي.. خوفا من أن يحرق لاعب سابق نفسه في استديو على الهواء مباشرة مثلا.. أو إداري أو مشجع مهووس بحجة إصلاح الحركة الرياضية.. فالمهووسون والبلطجية قد تكاثروا مؤخرا في الرياضة السعودية.
- مشكلتنا ليست في المنتخب الوطني.. بل في الأجواء المحيطة بالمنتخب الذي تسبب بذلك الظهور المثير للشفقة.. فالمنتخب مرآة عاكسة لما يحدث لدينا من تجاوزات تتجاوز الخيال.. مهما كانت سعة ذلك الخيال.. فالخروج عن القيم الرياضية سهل.. ولكن نتائجه سيئة بشكل كبير.. فالتشكيك في تعاطي لاعبي المنتخب عشية مشاركته الآسيوية للمنشطات..هو أحد أسباب إخفاق المنتخب.. فهل هناك منتخب وصل إلى الدوحة والتهم والقذف والتشهير تفتك بلاعبيه غير المنتخب السعودي ؟!! وممن ؟!! هل تكون من العنقاء ؟!! أم من مسئولين في أندية سعودية ؟!!
- ألم أقل: إن المشكلة في الوسط الرياضي وليست في منتخب ذهب ضحية التعصب والأنانية.. وتعمد تشويه سيرة أفضل لاعبي المنتخب حتى يخفق.. وقد أخفق.. ومبروك عليهم إخفاق المنتخب السعودي.. الذي سعوا إليه مع إحدى القنوات التي تستهدف الكرة السعودية.. وللأسف لقد نجحوا.. فتلك العنقاء الحقيقية توجه إعلامها لتجييش وتشويش وتشويه الوسط الكروي السعودي في نفس الوقت الذي يربأون بأنفسهم وبمنتخبهم وبوسطهم الكروي والرياضي من الانزلاق في الهوة السحيقة التي يصنعونها لنا باحترافية يحسدون عليها.. بل هم يخططون لمنتخباتهم الأربعة تخطيطا سليما ونقيا ومجديا ومجيدا.. ويجب التعامل معهم بجدية تامة.. وكفاهم تدميرا للكرة السعودية.
- الحكام السعوديون المضطهدون أصبحوا يحتسبون لأحد الفرق ضربات الجزاء.. وإذا أخفق لاعب ذلك الفريق في التسجيل فيعيدها الحكم مرة ومرتين وثلاثا وأربعا حتى تدخل الكرة في المرمى.. و ليته مع ذلك سالم.. فقد أصبح الحكم يدخل بعض المباريات وهو مفقود، وإذا خرج سالما فهو مولود.. فهل ذلك الخوف والخشية جاءت من العنقاء ؟!!. أم من لاعبين و مسئولين في أندية ؟!!
- كيف لنا بتكوين منتخب وطني قوي ونظيف وراق يعكس الصورة الحقيقية للمجتمع السعودي.. كما يحدث في كل بلدان العالم المتحضرة.. و هنا من يلوث تلك الأجواء بعبث غير مسئول وغير راشد.. فهل العنقاء هي من لوثت الأجواء الرياضية السعودية حتى خرج الأمر عن زمامه ؟!! أم من مسئولين في الأندية ؟!!
- الذي سيكون مفيدا هو تطبيق النظام.. وعلى سبيل المثال لا الحصر.. الوسط الرياضي برمته ينظر لفترة التسجيل الشتوية الحالية.. ويتساءل هل الأندية التي عليها مطالب مالية من لاعبين ومدربين ستتمكن من لي ذراع النظام وتسجل لاعبين أجانب أو محليين ؟!!.. أم يطبق النظام.. عندها سينظر الجميع لاتحاد الكرة بكل احترام وتقدير.. وسيبدأ التصحيح والإصلاح فعلا.. أما في حالة تجاوز النظام في هذه النقطة المفصلية مع أي ناد.. فهو يعني أن الإصلاح ما زال رمادا لا يقوى على تكوينه غير العنقاء في الخرافة المصرية القديمة.
- الكثير.. والكثير من الكلام السيئ يقال عن رياضتنا.. والكل متحفز للإصلاح وأبجديات الحضارة هي احترام النظام وتطبيق عقوباته.. هذا هو الاختبار..فانهيار المنتخب ليس سوى انعكاس لانهيار الأخلاق في الداخل.
- إن القرارات المؤلمة لمن لايريد سيادة النظام أصبحت مطلبا.. لضرورة ملحة.. وأيضا التساوي في الحقوق والواجبات.. أم نخرج من كل ذلك بعنقاء رياضية تعيث في وسطنا الرياضي فسادا لا قدر الله ؟!!.. و إننا للإصلاح والتصحيح الجاد لمنتظرون.
رحم الله الفقيد
انتقل إلى رحمة الله الشيخ أحمد بن صالح بن حجيل الصيعري.. وهو جد أبنائي لوالدتهم.. وقد عرفت في حياتي رجالا كثرا.. ولكن مثل هذا الرجل الشهم لم ألتق إلا أقل القليل.. فشهامته وكرمه وتعففه ومصداقيته وترفعه ورجولته وفزعته.. يضرب بها المثل.
فاللهم اغفر له وارحمه.. وعافه واعف عنه.. وأكرم نزله ووسّع مدخله.. اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأدخله فسيح جنانك..اللهم اجعل له من فضلك ورحمتك وجنتك حظاً وافرا ونصيباً كبيراً.. وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.