عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة وبعد:
اطلعت على تعليق أخي الكريم الدكتور بدر أحمد كريم، في عدد الجزيرة (13987)، وتاريخ 10-2-1432هـ في صفحة العزيزة التي تُعد المنبر الحي لقراء الجزيرة، والتعقيب على ما يكتب من مواضيع، وأخص سؤال الدكتور بدر، الذي ورد فيه بريدة.. محافظة أم مدينة؟ وقبل الإجابة أن بدر كريم له تكريم عند أبناء مدينة بريدة منذ أزمنة بعيدة، فقد حصلت على قصاصة لمجلة النادي الأهلي، نادي - الرائد- الرياضي الصادرة في 9-7-1384هـ، وفي القصاصة صورة التقطت تكريماً لسعادته من السادة الراشد في مزارعهم، وكُتب تحت الصورة: (السادة الراشد في مزرعتهم بالقصيم ومعهم الأستاذ بدر كريم المذيع السعودي المعروف أثناء زيارته لمدينة بريدة، وهو يحمل (بطيخة) كبيرة جداً من إنتاج مزارع الراشد فوق رأسه، بينما يحمل زميل آخر (بطيخة مماثلة) هكذا ورد الخبر الذي أحببت اطلاع بدر والقراء الكرام على دعابته وهو يحمل فوق رأسه (بطيخة) والصورة في أرشيف مكتبتي.
هذا وطرح أخي بدر سؤال بعنوان مقاله في العزيزة: بريدة.. محافظة أم مدينة؟ وهذا السؤال ورد بعد ثماني وأربعين سنة من زيارته إلى بريدة على أنها مدينة، كما أنها في زيارته اللاحقة الرسمية وأخص أشهرها وأبقاها تغطية زيارة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز التاريخية لمنطقة القصيم سنة 1393هـ ولاشك أن تغطيته لبريدة على أنها مدينة، ولا زالت مدينة حسب ما ورد في الأمر السامي الكريم في الموسوعة العربية العالمية، والتي تُعد من أوسع المصادر العالمية، وهي لم تذكر أن بريدة في تقسيم المناطق أنها محافظة: (وقد صدر الأمر السامي لتقسيم المناطق إلى «103» محافظة في مختلف مناطق المملكة منها «43» فئة «أ» و»60» محافظة فئة «ب» منطقة القصيم: فئة «أ» ومحافظاتها: عنيزة، الرس، المذنب، البكيرية. منطقة القصيم: فئة «ب» ومحافظاتها: البدائع، الأسياح، النبهانية، عيون الجواء، رياض الخبراء، الشماسية. وحدد نظام المناطق الهيكل الإداري الإقليمي ومهام المسؤولين فيه على النحو التالي: تتكون المملكة العربية السعودية إدارياً من ثلاث عشرة إمارة منطقة هي: منطقة الرياض، ومقر إمارة المنطقة مدينة الرياض. منطقة مكة المكرمة، ومقر إمارة المنطقة مدينة مكة المكرمة، ومنطقة المدينة المنورة، ومقر إمارة المنطقة مدينة المدينة المنورة. منطقة القصيم، ومقر إمارة المنطقة «مدينة بريدة..)*.
أخي الكريم: بدر كريم أحب إعطائك والقراء الكرام نبذة مختصرة عن بريدة إضافة للإجابة على السؤال الذي طرحته في العزيزة؟ بريدة مدينة وصلت لمصاف المدن الكبيرة في مساجدها، وبنوكها، ومتاجرها، وفي ثقلها الصناعي، والزراعي، والاقتصادي. وفي نهضتها الدينية، والعلمية، والأدبية، وفي شوارعها وطرقها، وحدائقها. وفي فنادقها، وشققها، واستراحاتها. وفي مصائفها، ومشاتيها، وبساتينها. وفي أنديتها، ومتاحفها، ومكتباتها.. ومعالم تتحدث عن نفسها لأجيال وأجيال على أنها مدينة ناهضة بأبنائها تحت ظل قيادتنا الرشيدة ومتابعة سمو أمير المنطقة، وسمو نائبه، كما أنها عاصمة القصيم والقلب النابض لأبنائه، وثاني مدينة في المنطقة الوسطى بعد الرياض بالانتشار العمراني، والتعداد السكاني، واتساع أحيائها، وطول شوارعها، وامتداد طروقها، وزيادة الهجرة إليها من أرياف ومراكز محافظات المنطقة. هذا وأشير لأقوال قديمة ومعاصرة قيلت عن بريدة أنها مدينة في كتابي: «بريدة داخل الأسوار وخارجها» في طبعته الثانية: سنة 1426هـ» فقد قال حافظ وهبة: «إنها من أكبر المدن النجدية، وأحسنها نظاماً ونظافة» وقال الأمير محمد بن محمد السديري: «ولدت بهذه المدينة سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف من الهجرة.. وتقف بريدة في مصاف مدن المملكة الكبرى: ثقافياً، وتجارياً، وزراعياً، واجتماعياً» وقال علامة الجزيرة حمد الجاسر: «أكتفي ببعث ما يتعلق بإقامتي في مدينة بريدة، وتعلمي في مدسة الصقعبي.. وكانت مدينة بريدة إذ ذاك لا تتجاوز قسماً من «الجردة» وبينها وبين قصر الإمارة مكان واسع لجلب الإبل والغنم وغيرهما مما يباع في السوق» وقال الدكتور عبدالعزيز الغزي: «بريدة القديمة من البلدان المهمة في شمال نجد بسبب موقعها على مفترق الطرق التجارية، ووفرة المياه فيها، وكونها موقع متاجرة رئيسي لما يحيطها من قرى وبادية، أصبحت بريدة من كبريات مدن المملكة العربية السعودية: بفنادقها، وحدائقها، ومستشفياتها، ونشاطها التجاري» وقال الأستاذ عبدالرحمن السماري: «بريدة تلك المدينة الضخمة العملاقة.. يقطنها عشرات الآلاف من الأشخاص بل يدخلون حيز مئات الآلاف، وهي مدينة عملاقة من حيث الحجم، وأجزم أنها من أكبر مدينة المملكة حجماً وسكاناً. يلتقي فيها وحولها أكثر من مليون شخص»**.
أكتفي بهذا عن بريدة لإجابة أخي الكريم بدر كريم على أن بريدة مدينة، كما ورد في الموسوعة العربية العالمية التي تُعد من أدق المراجع لتاريخ بلادنا.
هذا ويسعدني أخي الكريم بدر كريم حضور حفل تدشين كتابي بريدة: نهضة وسياحة في طبعته الثانية، والاطلاع على النهضة التي تعيشها مدينة بريدة من خلال حضور حفل تدشين الكتاب ومشاعدة الفيلم الوثائقي عنها وعن أبنائها، والذي قد يكون أكثر إجابة على أن بريدة مدينة.
الهوامش :
* انظر الموسوعة العربية للاطلاع على تقسيم بقية المناطق في المجلد الثاني عشر، لصفحات «272 - 274 - 275» الطبعة الثانية، سنة 1419هـ.
** انظر بريدة داخل الأسوار وخارجها للاطلاع على تاريخ بريدة على أنها مدينة - الطبعة الثانية- سنة 1426هـ.
أحمد المنصور -بريدة - نادي القصيم الأدبي