إن الحياة بطبيعتها وجمالها لا يمكن الاستمتاع بها ما لم يكن الإنسان فيها آمنا بعيدا عن مكامن الخطر وهذا لا ينحصر في مجال واحد أو عنصر واحد من مجالات وعناصر الحياة بل يشمل حياتنا بمجملها وفي كافة جوانبها دائما. والسلامة هي السبيل الرئيس في شئون الحياة، والخطر ونتائجه عنصر يؤلم الناس جميعا ويهدد حياتهم، وقد زهقت أرواح، ونفذت أموال نتيجة الإهمال بوسائل واشتراطات السلامة العامة، فالحوادث بأنواعها تأتي صغيرة بسيطة وما إن تلبث وتتضخم وتكبر حتى نستطلع نتائجها وبعدها لا ينفع الندم. ومع أننا شعب نؤمن بقضاء الله وقدره، إلا أن ديننا الإسلامي لم يغفل جانب الاتقاء وأخذ الحيطة والحذر، فقد قال سبحانه وتعالى: {َلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وكما ورد عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- جملة من الإرشادات النبوية على الأخذ بمبدأ السلامة حيث قال: (لاتتركوا النار في بيوتكم حين تنامون). وبجانب هذه التوجيهات الشريفة وغيرها التي تحث كل فرد منا على العمل بمبدأ الأمن والسلامة ولهذا فإن المبدأ هذا هو أحد المبادئ الأساسية التي يجب علينا تطبيقها ومتابعة كل ما يستجد فيها، لأن مهمة السلامة مهمة عظيمة نتائجها تظهر وأهميتها تتضح عندما يستدعي الأمر إيقاف خطر معين، حيث قبل مزاولة أي عمل كان فإنه ينبغي التفكير الجيد في معرفة مكامن الخطر فيه ووضع أسس السلامة المناسبة له، وهذا يتوقف على التخطيط المسبق والوقوف عن كثب على هذه المخاطر وهذا أيضا يدل على مدى ثقافة الشخص واطلاعه سيما إذا ما أدركنا أن (السلامة) عنصر حضاري يقاس به مدى نجاح الشخص من عدمه وذلك عند مزاولته لأي عمل أو نشاط.

* مدير إدارة الدفاع المدني بحائل