لا شك أن مدينة الرياض عاصمتنا الحبيبة إلى جميع القلوب تعاني سنة بعد سنة من هذا الازدحام المروري الذي أخذ شكلاً تصاعدياً وكأن الحلول المرورية ليست سوى استعراض أمام الكاميرات سواءً تلفزيونية أو صحفية، لأننا كمواطنين في هذه المدينة التي تتسع كل يوم لم نشعر بأن هناك تغيراً إيجابياً أوحلاً يقلص ساعات امتطاء المركبة من مكان إلى مكان، نحن لا نرغب في هذه الكاميرات التي ستدخل بنا إلى مسألة تركيبها ثم مسألة صيانتها ثم مسألة معرفة صاحب رقم السيارة الذي حتماً سوف تدخل جميع أشكال الواسطة وبشكل سري وغير معلن وبطبيعة الحال سوف نوقع الغرامة على المواطن الذي لا حول له ولا قوة وسوف يكون شعاره الدائم: (ادفع بالتي هي أحسن) ولعلنا جميعاً يحق لناكمواطنين في هذه البلد الرحب وفي هذه العاصمة الحبيبة، أن نحلم .. وما يلي ليس حقيقة واقعة أو صارخة أو صامتة هي مجرد تخيل لما يمكن أن يحدث بعد رصد هذه الملايين التي تلتهمها الشركات بين التنفيذ وبداية التشغيل والصيانة، ثم تأتي ميزانية قادمة لتخطط في كيفية التهامها والشبع من كل قرش بها.
هل لي أن أحلم لمرور الرياض المقبل بما يلي ..
أحلم بمرور الرياض المقبل أن يدرس شوارع وأرصفة الرياض دراسة حقيقية وعلمية وما يسمى بهندسة المرور وهو علم لا أستطيع الخوض في تفاصيله، لكن من المؤكد أن هناك من درس هذا الحقل وأبدع فيه ليتم تخطيط هذه المدينة بشكل علمي لا يخضع لاعتبارات خاصة أو شخصية وهو مطبق بشكل كبير في دولة مجاورة.
أحلم بمرور الرياض المقبل أن يصدر قراراً حازما وملزما يمنع مئات العمال من قيادة السيارات التي تعج بها المدينة دون داع انتظارا لفكرة النقل العام التي يسابقها الفشل في كل مرة.
أحلم بمرور الرياض المقبل أن يحدد بشكل حقيقي وصارم مواعيد دخول وخروج الناقلات الكبيرة التي أشاهدها في كل حين، أما اللوحات التي تحدد دخول أو خروج الشاحنات فهي ليست سوى زينة مرورية.
أحلم بالمرور المقبل أن أشاهده أفرادا أو جماعات وبأشكال مختلفة متواجدا في كل زاوية ليطبق هيبته التي سرقت منه عنوة طالما أنه يتحدث بالجوال أو يقبع في سيارة المرور تفاديا من ضربة شمس.
أحلم بالمرور المقبل أن يكون عملا ميدانيا يحسه المواطن ويلمس التغيير لا أن يتحول المرور إلى موضة كل سنة أوسنتين وهي لعبة تغيير أرقام لوحات السيارات التي تشعرك أن هناك شركة خاصة اسمها شركة الأرقام الحولية.
أحلم أن يكون المرور قادرا على التواجد وألايمرعلى هذه المقالة مرور الكرام.