يتقاضى المذيع التلفزيوني المميز بالقناة الثانية خالد العليوي راتباً شهرياً قدره ما بين الثلاثة والأربعة آلاف ريال، على الرغم من إنجازاته الإعلامية، فلقد حاور رؤساء حكومات وأحرجهم، وأجرى حديثاً لفت الأنظار مع طيار الملك عبدالعزيز، وقدَّم برنامجاً جال فيه على 15 مدينة سعودية، وكل هذا باللغة الإنجليزية.
أين المشكلة إذاً يا ناس؟! كيف نجعل سوق العمل يقتنع بشبابنا؟!
إن الرأي السائد اليوم يقول بأن تدني أجور شبابنا، منبعه ضحالة ثقافتهم وعدم تأهيلهم وعدم إجادتهم للغة الإنجليزية والحاسب الآلي وعدم صبرهم على ساعات الدوام الطويلة. طيب، ماذا سيقول القائمون على سوق العمل، إذا عرفوا أن شباباً مثل خالد العليوي، يملكون المؤهلات، ويتحدثون الإنجليزي «أحسن من الإنجليز»، ويتقنون التعامل مع الحاسب الآلي، ويشتغلون ساعات عمل طويلة ومضنية دون كلل أو ملل، ويقتنع بهم الأجانب ويعتبرونهم مميزين، يتقاضون رواتب لا تزيد عن الأربعة آلاف ريال، في حين أن زملاءهم العرب غير المؤهلين، والذين لا يتحركون من مقاعدهم الوثيرة والمكيفة، يتقاضون رواتب مضروبة بخمس وعشرين مرة، هذا دون البدلات والحوافز؟!
لن أتحدث عن الحالة النفسية التي تعتري شباباً من هذا النوع، فأنتم أعرف بها مني. أنا أعرف أن الجهات الإعلامية العربية تبحث دوماً عن المميزين، وأنه إذا استمر حالنا بهذا الشكل، فإننا لن نجد في قنواتنا «نفّاخ النار».