كثر الحديث عن الملك المؤسس وصفاته القيادية، وفي كل مناسبة أو مجلس يتحدث أحد كبار السن عن صفة أبهرت الناس بهذا الرجل العظيم الذي وحَّد الله به القلوب والقبائل والمناطق والأُسر تحت مظلة راية التوحيد الكريمة.
وكل يروي ما شاهده أو سمعه عن الملك عبد العزيز، والكثير من هذه القصص تسجيل لمواقف تدل على سرعة بديهة الملك عبد العزيز، وقدرته على التعامل مع الأشخاص بطريقة غير مسبوقة، ويندر أن تُوجد إلا في القليل من الرجال.
ومن أكثر صفات المؤسس التي سمعتها من والدي وجدي عن الملك المؤسس هي تلك الصفة المميزة عنده - طيب الله ثراه - فقد ذكروا أنه كان يلمس في عيني المقبل عليه حاجته بفراسته الكبيرة، ومعرفته بالناس وبلدانهم، فكوَّنت هذه الثقافة الكبيرة عند المؤسس تصوراً لحاجات الناس ومطالبهم.. وبالتالي سرعة قضاء حوائجهم مع حفظ مكانتهم وكرامتهم.
بل إن الكثير من الرواة ذكروا عنه قصصاً ومواقف في التعامل مع من يقدم عليه للمرة الأولى.. وكيف أن فراسته هذه اختصرت المسافات والأوقات في قضاء حاجات الناس وتأمين مطالبهم.
وإن كان الملك عبد العزيز قد امتاز بهذه الصفة التي جعلته يختصر المسافات بينه وبين الآخرين، وجعلته يخلق من خصومه رجالاً أوفياء له فهو توفيق من الله ثم سير على خطى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي كان أنموذجاً في التعامل مع الناس، والقيام بحقوقهم على خير وجه وأكمل طريقة.
وهذه الصفة الكريمة ورثها عن عبد العزيز أبناؤه الكرام.. ولا سيما صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في مجلسه اليومي الذي يستقبل فيه المواطنين لحل مشاكلهم فهو - حفظه الله - صاحب فراسة في التعامل مع المراجعين والمواطنين والمقيمين.
رحمَ الله الملك المؤسس.. ومن توفي من أنجاله الكرام.. وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين.. وولي عهده.. والنائب الثاني.. وأدام الله بلاد التوحيد وقِبلة المسلمين المملكة العربية السعودية