قبل ربع قرن فاجأ نظامنا التعليمي الناس ببرنامج تعليمي نوعي غير مسبوق في المنطقة العربية (التعليم الثانوي المطور) وذلك بعد أن وافق عليه مجلس الوزراء. لم يخف منظروا نظامنا التعليمي آنذاك إعجابهم الشديد بالبرنامج الجديد، فقد رأوا فيه المخرج الحقيقي من أزمتنا التعليمية، لما لا؟، فالنظام الجديد يعلم الطلاب الاعتماد على النفس، كما أنه يحاسب الطالب منذ يومه الأول في الثانوية (المعدل التراكمي)، وفوق ذلك بوسع الطالب أن يختار بعض مقرراته، ويقرر حمله الدراسي بناء على قدرته، وقدم البرنامج الثانوي المطور مقررات تطبيقية دخلت مناهجنا لأول مرة من بينها مقرر الحاسب. ولأن البرنامج الثانوي المطور كان نوعياً وجاداً، فقد هرب منه الطلاب، وعندما توسع تطبيق التعليم المطور ذهب طلاب مدينة الرياض إلى مدارس بعيدة لا تطبق النظام (الدرعية مثلا). لكن الكلمة الأخيرة كانت للناس وليست لمنظري النظام التعليمي، وبالتالي قضي على هذا البرنامج الواعد الجديد. تجربة ساهر تذكرني بتجربة التعليم الثانوي المطور، لن تجد عاقلا لا يرى في ساهر مخرجا آمنا لنا من محن ومصائب عشناها عقود عديدة، لكنني أخشى من شيئين أولهما أن تنجح بعض الضغوط في تحجيم ساهر - وثانيهما أن يزداد إعجاب منظري ساهر به وبضجته الإعلامية فلا يستمعوا بصدق إلى مرئيات الناس عنه فينتهي مصيره إلى مصير برنامج التعليم الثانوي المطور.