اختلف اللاعبون السابقون في طريقة تقديم أنفسهم بعد اعتزالهم فمنهم من فضّل الاتجاه إلى العمل الإداري الاحترافي وآخرون اتجهوا إلى مهنة المتاعب التدريب، والأكثرية فضلوا العمل الأسهل في نظر البعض وهو التحليل الرياضي في القنوات الفضائية وفي هذا المجال تحديداً قلة هم الذين أبدعوا بسبب أنهم تسلحوا بالعلم المتقدم وبالفكر العالي إلى جانب الخبرة الفنية والأهم من ذاك كله هو القبول من المتابع الرياضي وهذا ما ينطبق تماماً على أفضل لاعب آسيوي مهاري حتى الآن وهو يوسف الثنيان الذي أجزم أن القناة الفتية لاين سبورت قد نجحت في استقطابه مع (بعض) زملائه ليثروا برنامج آسيا لاين الذي يقدمه الزميل الرائع سلمان المطيويع وكما هي عادته في الملاعب فقد استطاع يوسف الثنيان أن يكون النجم الأول في كل الحلقات لعدة اعتبارات:
أن يوسف الثنيان جاء إلى البرنامج بنية صافية وبدون عقد نفسية متغلغلة في داخله وليس لديه أجندة خاصة يريد أن يمررها في أي ظهور له وليس في قلبه ذرة حسد أو غيرة على أي أحد في الوسط الرياضي ولا يجيد تمثيل دور البطل والغيور الوحيد على سمعة رياضة الوطن.. إن يوسف الثنيان تحدث عن سوء مشاركة المنتخب السعودي في هذه البطولة تحديداً وأن الرياضة السعودية أخفقت في هذه المرحلة وهي قادرة على العودة ولم يكن انتهازيا ليجعلها تصفية حسابات مع كل من يخالفونه الميول وكأن هؤلاء هم السبب في طردهـ من ناديه.. إن يوسف الثنيان قيم كل لاعبي المنتخب بأنهم لم يوفقوا جميعهم بدون استثناء وبدون الدخول في الأندية التي يلعبون لها ولم يحدد ياسر أو أسامة هوساوي أو العابد في انتقائية واضحة ومكشوفة وممقوتة.. إن يوسف الثنيان تمنى لزملائه اللاعبين الحاليين كل التوفيق والنجاح والزيادة في الدخل المالي وكان يرفض وبشدة الأحاديث التي تتحدث عن عقودهم ولم يستغل مداخلة المسئول الرياضي ليطرح عليه سؤال عن عقود اللاعبين المالية وضخامتها كما يرى هو من باب الحسد والغيرة ليس إلا.. إن يوسف الثنيان ظهر بأجمل صورة في النقاشات الحوارية لا يقاطع الآخرين ولا يهاجم الناجحين ويحترم المشاهدين ويطرح فكرته بكل سلاسة وهدوء وينتقد بتعقل ورزانة، لا يجيد الصراخ والضجيج وكأنه يقول للمسئولين إنني هنا.. إن يوسف الثنيان يطرح آرائه بكل صراحة ووضوح وثبات ليس متناقضا مرة يمتدح اللجان ومرة أخرى يهاجمها على حسب ميول أعضائها في نظره ومرة يدافع عن ناصر الجوهر ومرة أخرى يهاجمه على حسب اللاعبين الذين أشركهم.. إن يوسف الثنيان احترم نفسه أولا واحترم المتابعين ثانياً عندما أعلنها وبصريح العبارة إنه لا يتقن الحديث إلا في الأمور الفنية وليس مثل غيره الذي يهرف في كل شيء وهو خاوي وجاهل في كل شيء، بضاعته الوحيدة ترديد الكلام الذي يكتب له في دفترهـ الذي يحمله وقراءة الرسائل التي ترسل على جواله.
إذاً لا غرابة إذا رأينا مثل عينة يوسف الثنيان من اللاعبين السابقين هم المرحب فيهم للعمل في الأندية ومطلوبون في القنوات الفضائية لأن تاريخهم مليء بالإنجازات والبطولات ولم يمضوا أكثر أعمارهم في تسول التكريم والمناصب لذا كانوا محل احترام وتقدير أنديتهم والوسط الرياضي بأكمله.
(البداية من الصفر !!)
في الوقت الذي كانت تكتب وتتحدث تلك العينة من الإعلام الرياضي عن تشكيلة المنتخب ومن يفترض أن يلعب ومن يجب أن يستبعد كان الإعلام الصادق والغيور يتحدث عن طريقة استعداد المنتخب وعن سوء برمجة الإعداد وعن تخبطات المدرب بسيرو في المباريات التجريبية بغض النظر عن اللاعبين لأنها مسألة فنية بحتة وقد وضحت الصورة الآن من كان يتحدث عن المصلحة العامة وكل همه رياضة وطن بأكملها ومن اختزل نظرته وكتابته في ضم وعدم ضم لاعبي ناديه المفضل !!.. من الأمور التي تحدث عنها الإعلام الغيور كثيراً وهو سبب رئيس في تراجع الرياضة السعودية هو سوء برمجة المسابقات المحلية التي ما زالت حتى الآن ضحية للمواسم الاستثنائية والتي بسببها تضررت سمعة الرياضة السعودية.. لأن سوء برمجة المسابقات جعلت لاعبي المنتخب بتلك الصور غير المعهودة عنهم بسبب توقفهم عن اللعب لمدة شهر تقريباً وبالتالي انعكس ذلك سلبياً على مستويات ونتائج المنتخب.. وبالمناسبة لا يمكن أن تصنع منتخبا قويا إلا في حالتين فقط الأولى دوري منظم ومحترف بحق وحقيقة والثانية بلاعبين محترفين خارجياً متطورين فنياً وفكرياً.. المشكلة أن بعد أي إخفاق للمنتخب تظهر تلك العينة الشامتة التي تملأ كعادتها وسائل الإعلام ضجيجا وإزعاجاً وتنسف كل النجاحات السابقة للرياضة السعودية ويريدوننا أن نبدأ من الصفر بالرغم من أن رياضتنا بخير ولدينا كل مقومات التفوق فقط بقليل من حسن التخطيط والتدبير ممكن أن نعود كما كنا أسياد آسيا.. عموماً علينا بعد هدوء الأعصاب واستيعاب الصدمة إعادة الحسابات ومراجعة الأخطاء خصوصا أن أمامنا وقت كاف لمعالجة كل السلبيات والأهم من ذلك ألا يكونوا اللاعبين ضحية أخطاء غيرهم.
نقاط سريعة
بعد انتهاء مشاركة المنتخب بكل تفاصيلها هل سيكون لإدارة الهلال كلمة تعيد لاعبيها الذين طالتهم الاتهامات الباطلة سمعتهم وتحفظ لهم هيبتهم ؟.
احموا اللاعبين أولاً ممن شكك في وطنيتهم ولطخ سمعتهم زوراً وبهتاناً بعدين حاسبوهم.
الباحثون عن دور البطولة بعد هذا الإخفاق كثروا.. حتى حاتم خيمي حاول أن يلبس ثوب ليس له.
عندما أشاهد وأقرأ طرح بعض الإعلاميين المنتمين لذلك النادي تزداد قناعتي بأنهم هم السبب الأول في تردي أحوال ناديهم وفقرهـ بطولياً.
موقف اللاعبين مع الحارس وليد عبد الله بعد انتهاء مباراة الأردن موقف يدل على أصالة معدن اللاعب السعودي بأنهم لم ينسوا زميلهم بالرغم صدمة الهزيمة والخروج من البطولة.
أستغرب أن هناك ما زال من ينادي باللاعب محمد نور.. سؤال بسيط ماذا قدم نور لفريقه هذا الموسم وهو يتعادل في 8 مباريات متتالية ؟
حصول أسامة هوساوي على أفضل لاعب الموسم الماضي جاء بشهادة جميع الرياضيين والمتابعين ولم يكن عن طريق التزوير الذي لا يجيد إلا المزور الدولي.
سليمان الجعيلان
suliman2002s@hotmail.com