تعقيباً على ما كتبه شمس الدين درمش في العدد 13972 حول قصيدة الشاعر مصطفى البدراني التي تطرّقت للنظام المروري وتذمُّره من ساهر وقال:
وما ذنبي إذا أسرعت
وكنت الأول الماهر
وكنت بعالمي صقرا
أحلق بالفضا الطائر
عجيبا أن تطاردنا
وتحسب أنك الظافر
فلا أدري متى يرضى
بك المقهور يا قاهر
بعض قائدي السيارات جبلوا على الفوضى في القيادة، قبل تطبيق (ساهر) كنا نعيش حالة ألم وحزن مما تسببه حالة الفوضى المرورية، فكم من أم ثكلى فقدت ابنها، وكم من أب حزين على أعزّ أبنائه وفلذة كبده، إننا ندعو الشاعر أن يزور قسم الحوادث في المستشفيات ليرى كم من جريح ألزمته الفوضى المرورية سرير المرض.
مملكتنا الفتية دولة غنية وشعبها يتمتع برفاهية عالية، ولذلك نجد الشباب الذين لم يبلغوا سن المراهقة يقودون السيارات الفاخرة، ويقتلون الأبرياء وكأنّ شيئاً لم يكن، ينبغي أن تفهم أنّ بلادنا تخلو من الجريمة المنظّمة والكوارث الطبيعية كالطوفان والزلازل والبراكين التي تبتلع مدناً بكاملها، فلماذا تزيد عندنا نسبة الموت؟! والجواب بكل بداهة هو غياب النظام المروري، وفقدان الإجراءات الصارمة التي تضع حداً للمآسي التي تتكرّر صباح مساء، الطفل الذي يقود الكاديلاك الفاره حديث الموديل، لا يأبه عندما يقتل بريئاً جرّاء سرعته، أو تجاوزه الإشارة الضوئية.
إننا نشد على أيدي المسئولين عن نظام (ساهر)، ونقول لهم لا تأبهوا بمن يعترض عليكم في المقالات الصحفية والكاريكاتير الذين يدافعون عن أبطال الفوضى المرورية، علينا أن نفهم أنّ البلاد هنا تكتظ بالعمالة الوافدة من أصقاع المعمورة التي تزيد من وتيرة الاستهتار بالنظام أو أنها لا تفهم، وكل هذا في غياب نظام (صارم) يضع حداً للمآسي التي تتكرّر كل ساعة في الأربع والعشرين ساعة، قال تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وأخيراً:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
أحمد علي الأحمد - مقدم متقاعد- الرياض