Friday  21/01/2011/2011 Issue 13994

الجمعة 17 صفر 1432  العدد  13994

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

ورقة للموظف
عبدالعزيز فهد بن ودان الدوسري

رجوع

 

أخي الموظف

حسن الخلق صفة من صفات الأنبياء والصالحين وقد خص الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وقالت عائشة رضي الله عنها (خلقه القرآن).

ومما لا شك فيه أننا جميعاً نعيش وروح الإسلام وتعاليمه تحيط بنا من كل اتجاه بل تسكن جوارحنا وقلوبنا ونشعر بها حتى ولو كنا في نوم عميق نعمل ونسعد بعملنا وجميع أعمالنا سواء كانت دنيوية أو أخروية ينبغي أن ترتبط بحسن الخلق لأن ارتباط الأعمال بحسن الخلق يؤدي إلى القيام بهذه الأعمال على أحسن حال.

فالأعمال المتعلقة بالآخرة إن لم يشاركها حسن الخلق فلا حول ولا قوة، وإن صاحبها ولازمها فبشرى خير إن شاء الله وأما أعمال الدنيا كثيرة والكثير منها متعلق ومرتبط مباشرة بالخلق وأكثر ما تكون في مصالح الناس ومعهم وحولهم وبهم وإليهم.

والموظف في عمله مؤتمن على العمل الذي يقوم به وعليه أن يتحمل قدر استطاعته كل سلبية توجه إليه من مراجع أو غيره.

واعلم أخي الموظف أن الله قد اختارك في هذا المكان بفضله وإحسانه وقد فتح لك باباً للصدقة لا يكلفك قرشاً واحداً حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق). هذا كنز غفل عنه أصحاب الوجوه العابسة فعلى فرض لو أنه في كل يوم يلتقي بعشرة مراجعين وتبسم في وجه كل واحد منهم كسب عشر حسنات وكلما زادت ابتساماتك زاد رصيدك من الحسنات وما يدريك لعلك قد تصل لرتبة المحبة بمثل تلك الحسنات فتدخل فيمن قال الله فيهم في الحديث القدسي: (ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه).

وهناك كنز آخر تستطيع أيها الموظف العزيز أن تتصدق به على نفسك وهو الكلمة الطيبة مع المراجعين، وعوّد النفس على ذلك.

وأقول للموظف كبيراً كان أو صغيراً إذا كان يظن أن الابتسامة والكلمة الطيبة تنقص من هيبته ومكانته وتضعف شخصيته فاستبدلها بالعبوس والكلمة الجافة وأحياناً غير الطيبة أقول له لكل مقام مقال وكم فاتك من أجر ومن الاقتداء بخير البشر عليه الصلاة والسلام.

واعلم أخي الموظف أنك بالكلمة الطيبة والابتسامة قد تجعل من يخرج من عندك مسروراً مشروح الصدر على الرغم من أنه لم يقض حاجته ولكن لأنه استقبل بطيب الكلام وحسن الخلق وكان له هذا الشعور والإحساس.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة