مع احترامي وحبي واعتزازي بالنشامى الأردنيين, ومعهم لا أدري هل انضم إليهم الأحبة الصامدون الصابرون أسود الرافدين أم أبطال إمارات العز والمجد والخير في بلوغ الدور ربع النهائي, إلا أن لديّ مبررات وأيضاً قناعات تجعلني بعد خروج منتخبنا أميل وأتعاطف مع العنابي القطري, ليس مجاملة للأشقاء على كريم استضافتهم التي عاشها ولمسها البعيدون قبلنا نحن الأهل والأقرباء والجيران وإنما لأنهم صراحة جديرون بتحقيق إنجاز بحجم قارة آسيا ينصف تألقهم ويثمن بذلهم وتعبهم ويليق بقطر المتطورة بسرعة لافتة والحاضرة بقوة فكراً وعطاءً وتنظيماً في الشأن الرياضي وفي سائر مجالات الحياة.
قطر التي أصبح النجاح ماركة مسجلة باسمها لم تصل إلى ما وصلت إليه قارياً وعالمياً هكذا مصادفة أو بضربة حظ بل لأنها أخذت على عاتقها اختصار الأزمنة والمسافات والخروج من دوامة التخبط والفوضى والارتجالية إلى العمل باحترافية وبرؤية مستقبلية تنظر وتخطط على المدى البعيد, لدى مسيري هذا القطاع أو ذاك أهداف واضحة وإستراتيجيات معروفة ومفهومة ومقدور على تنفيذها لابد من التقيد بها والإيفاء بالتزاماتها وعدم التراجع عنها لأي سبب كان.. هنا في قطر تكتشف يوم بعد آخر أن هنالك اتقاناً إدارياً وانضباطاً سلوكياً اجتماعياً في أداء وتحركات وتصرفات الناس كل الناس المواطن والمقيم على حد سواء في الشوارع والملاعب والأسواق قبل الإدارات والمؤسسات وكافة الجهات الحكومية والأهلية.. وهذه مجتمعة هي التي انتجت التطور وصنعت النجاح وساهمت في التناغم الإيجابي والفاعل بين المواطن والمسؤول.
أخيراً أتمنى أن نبدأ من إخفاق الأخضر في قطر إلى قراءة واقعنا بشكل أوسع وبعيداً عن التغني بماضٍ راح وانتهى لا مكان ولا قيمة له اليوم, وأن نستفيد بإلمام وبتواضع من تجارب وخبرات ونجاحات غيرنا كي لا نتورط من جديد ويعود بنا الزمن إلى حيث كانت البوادر والخطوات الأولى لما نحن عليه اليوم.
الدوحة