ملك عربي مسلم يُذكر بالأوائل من ملوك العرب: ثقة بربه أولاً ثم بنفسه، وحب فياض ومتجدد لشعبه ولوطنه، شخصية جذابة محببة للنفوس. قابلناه لنقدم له درع الجمعية الجغرافية السعودية، هدية متواضعة ورمزية، لقاء ما قدمه من عون وتشجيع لجمعية علمية نشطة تسعى لبث المعرفة الجغرافية وتشجيع الباحثين من المتخصصين الجغرافيين.. وتمد يد التعاون مع الجمعيات العلمية والمؤسسات العام منها.. والخاص. قدمنا له الدرع وشرحنا له باختصار مهام الجمعية ونشاطاتها وأهدافها، ولله دره من ملك وقائد يقدِّر العلم والعلماء. ذلكم الملك المشغول جداً بهموم وطنه ومواطنيه، لكنه لا يغفل عن المهام الأخرى، ذات الأهمية المتوازية، في نظره، مع الأمور الخارجية والداخلية: المملكة لها أدوار متعددة، محلية وإقليمية ودولية وبالنسبة لأكثر من شأن: الاقتصادي، السياسي، الديني، الاجتماعي. ذلكم الملك القائم على سدة الحكم والمناط به شؤون دولة مترامية الأطراف، تغوص جذورها في عمق التاريخ العبق.. وها نحن نلاحظه في حلّه وترحاله يهتم بأمور بلاده ويتابع قضايا أمته ويستقبل من أجل ذلك رؤساء الدول المقدرين دور المملكة ضمن خريطة الكوكب الفسيح، والعارفين بوزنها ودورها المميز في الشؤون العالمية. ومن الإسهامات التي قدمها الملك عبدالله ما يختص بالكوارث الطبيعية التي تجتاح بلدان العالم شرقه وغربه.. وشماله وجنوبه، من ضحايا الزلازل والفيضانات والمجاعات والحروب الأهلية في مناطق الصراعات الدولية.. ومن المعلوم أن الملك عبدالله صاحب مبادرات خيّرة على المستوى الدولي فيما يتعلق على وجه الخصوص بالقضايا العربية والإسلامية. وفي الجانب الاقتصادي تُذكر مبادرته لحل أزمة البترول عام 1998م لوضع آلية للأسعار والإنتاج..وموقفه المتميز في قمة الأوبك عام 2007م.. حيث استطاع أن يعيد للمؤتمر هدفه ومساره الذي خطط من أجله.. إضافة إلى مبادرته في قمة العشرين وإسهامه في حسم الأزمة العالمية، ثم نجاحاته في محاربة الإرهاب ودحره في الوطن الغالي الذي يسهم في أمن وسلام الأمن العالمي. أما إسهاماته في دعم قضايا الشعوب، في بلدان اضطربت وتضطرب فيها الأحوال، فيشمل ذلك دعمه حكومة الباكستان وشعبه ومواقفه مع أبناء الشعب الفلسطيني ودعمه لوحدة اليمن.. وفي مجال دعم التنمية على المستوى العربي.. فيشمل ذلك ما تقدمه المملكة لمنظمات العمل العربي المشترك في مجالات التنمية الإدارية والصناعية والزراعية والصحية.. ولم يكن اختيار الملك عبدالله ثالث أهم شخصية في العالم.. إلا بناءً على مبادراته الهادفة ودوره في خدمة البشرية والعمل على حفظ الأمن والسلام والاستقرار على المستوى العالمي.والتوجه نحو الشفافية في جميع القضايا دعم توجه المملكة وسياستها في مجالات اقتصادية واجتماعية وثقافية.. أما التوجه نحو دفع عملية التعليم في كل مستوياته.. فهو هدف للدفع بالتنمية البشرية إلى الأمام حثيثاً، وبدون تردد.. فلقد توسع التعليم العالي ومنشآته في مدة قياسية لم يكن لها سابقة، وأصبحت الجامعات تجنح نحو الجودة والريادة العالمية في كل التخصصات.. أما في مجال الابتعاث الخارجي فكان نقلة كمية ونوعية يؤمل منها أن تكون رافداً مهماً لمسيرة التعليم داخل الوطن ذاته.ومواقف خادم الحرمين، الملك عبدالله متعددة وشاملة لكل القضايا وأكثر من أن تُحصر، ونتمنى للملك المفدى عوداً حميداً بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء ليواصل مسيرته الخيّرة ويقطف ثمار جهوده المتواصلة لإنماء وطنه الغالي.. وليسهم في دعم القضايا الإنسانية عربياً وإسلامياً ودولياً.