في أكثر من إعلان تبثه القنوات الأكثر قرباً لشبابنا تبدو السيارات التي يوزعها وكلاء سياراتنا الشهيرة، وهي تفرط في السرعة، لتثبت أنها تسابق الريح وتقطع المسافة من الرياض الى الدمام الى دبي الى اليابان في دقائق، بمعنى أن الإعلان يريد أن يقول: إن الميزة التي تتميز بها هذه السيارة، هي السرعة الفائقة، وأنك أيها الشاب، إذا أردت أن تقتني السيارة الأسرع فاشترِ هذه السيارة.
لا بأس. أنا لا أريد أن أتجادل حول محتويات الإعلانات أو وسائل المعلنين فهي وهم اليوم سادة السوق أريد فقط أن أتخيل هذا الشاب، وهو يشتري السيارة، ثم يكتشف أن كاميرات ساهر له بالمرصاد، إنْ هو تجاوز 70 كلم، فكيف بسرعة الريح التي كانت السيارة تسير بها أثناء الإعلان؟! أليس من الأفضل أن تساهم وكالات السيارات اليابانية والألمانية والأمريكية، في دعم توعية الشباب ضد السرعة الزائدة؟! ألا يمكن ألا يرتبط الإعلان بالإفراط بالسرعة وبالحركات البهلوانية التي نرى شبابنا اليوم يقلدونها تقليداً أعمى؟!
إن على الإدارة العامة للمرور بدل تركيزها على خزينة ساهر أن تجلس مع ملاك هذه الوكالات، وأن تطرح معهم سبل التعاون معها، لرفع مستوى وعي المواطنين والمقيمين بالسلامة المرورية، وأن تلزمها بعدم الترويج الإعلاني للسيارات الجديدة، وكأنها صواريخ نفاثة، تصل للمريخ في دقائق!