|
أبو ظبي - الجزيرة
أكد معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ حرص واهتمام المملكة حكومةً وشعباً بقضية القدس الشريف وما يتعرض له من إجراءات إسرائيلية ممنهجة لتهويد المدينة المقدسة، وذلك من منطلق مسؤوليتها الدينية والسياسية. وقال معاليه في كلمة أمام المؤتمر الاستثنائي الثاني لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي افتتحت أعماله في أبوظبي امس إن المملكة دافعت عن القدس الشريف وحملت هموم أبنائه في كل المحافل الدولية والإسلامية والعربية، كما أنه قد صدر عن مجلس الشورى العديد من البيانات المتعلقة بالقدس والحفاظ عليه. ودعا إلى التصدي للمشروع الإسرائيلي بكل الإمكانات والوسائل السياسية والقانونية والدينية المشروعة ، حيث إنه يتضمن مضامين خطيرة يأتي في مقدمتها الاعتراف بمشروعية الإيديولوجية الصهيونية بأهدافها القومية وتجسيد مبدأ النقاء الديموغرافي للكيان الصهيوني الذي عبر عنه الجدار العازل. وأعرب ال الشيخ عن قلق المملكة إزاء رفض إسرائيل الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وبقاء برامجها النووية خارج نطاق الرقابة الدولية، الأمر الذي يشكل تهديداً خطيراً لأمن واستقرار المنطقة، ويرسخ الانطباع السائد بعدم جدية ومصداقية الجهود الدولية التي تعاني من ازدواجية المعايير وانتقائية التطبيق، مشيراً إلى أهمية الجهود الرامية التي تكفل بموجبها المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية فقط وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها. وتطلع رئيس مجلس الشورى إلى حل موضوع الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، بالطرق السلمية وفقاً لمبادئ القانون الدولي، بما في ذلك قبول خيار إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية. وجدد معاليه إدانة المملكة لما تعرض له أبناء الشعب المصري من عمل إرهابي آثم في مدينة الإسكندرية ، مؤكداً أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تتنافى مع رسالة الإسلام السمحة وسائر الأديان السماوية، التي تأخذ بأسباب السعادة والسلام، وتمقت الإثم والعدوان، وتنشد للناس الأمن والوئام. وأشار معاليه إلى تطلع الجميع من أبناء الأمة الإسلامية إلى أمة موحدة، وإلى تنمية شاملة، تهدف للقضاء على العوز والفقر، وإلى انتشار الوسطية التي تجسد سماحة الإسلام، وإلى مخترعين وصناعيين مسلمين، وتقنية مسلمة متقدمة، وإلى شباب مسلم يعمل لدنياه ليسمو بآخرته، دون إفراط أو تفريط. ولفت معالي رئيس مجلس الشورى في ختام كلمته إلى أهمية أن يخرج المؤتمر بموقف إسلامي موحد وفعال، لمواجهة التحديات التي تحيط بالأمة، وإيجاد الآليات الكفيلة بتنفيذ مبادرة السلام العربية، والخروج برؤية موحدة تصون مصالح الأمة، وتحفظ لها حقوقها، ودورها التاريخي، ومكانتها الحضارية بين الأمم. وكان صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة قد افتتح نيابة عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات امس بأبوظبي الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الاستثنائية الثانية لمؤتمر اتحاد المجالس البرلمانية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. ونقل حاكم رأس الخيمة خلال حضوره الجلسة الافتتاحية تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وتمنيات سموه للمؤتمر بالنجاح والتوفيق وتحقيق أهداف شعوبنا الإسلامية في الاستقرار والتنمية والرخاء. وثمن سموه جهود اتحاد المجالس البرلمانية مشيدا بتفاعله مع قضايا واهتمامات الشعوب الإسلامية داعيا الله تعالى أن يوفقهم في جهودهم الخيرة لما فيه تقدم الدول الإسلامية. وتضمنت الجلسة الافتتاحية كلمات لعدد من رؤساء ومسئولي المجالس والبرلمانات المشاركة. وقد عبر معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ عن شكره لأصحاب المعالي رؤساء المجالس والبرلمانات المشاركين في أعمال المؤتمر الاستثنائي الثاني لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في أبوظبي حالياً على ما أبدوه من مشاعر صادقة تجاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله -. وعد معاليه ما وجده من حرص واهتمام بصحة خادم الحرمين الشريفين يأتي لما يمثله - رعاه الله - كشخصية ذات ثقل عربي وإسلامي كبير وما للمملكة بقيادته الحكيمة من حضور دولي على مختلف الصعد. وأكد معاليه في تصريح صحفي عقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن مجلس الشورى يحرص من خلال مشاركته على تحقيق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو نائب خادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على أهمية تذليل كافة العقبات نحو تعزيز العمل الإسلامي المشترك في مختلف المحافل وخاصة المحافل البرلمانية التي تعد بوابة مهمة للشعوب الإسلامية لتعزيز مواقفها إزاء مختلف القضايا التي تواجهها. وقال « إن المؤتمر يأتي في سياق مهم لمواكبة الظروف التي تمر ببلدان العالم الإسلامي، والوقوف جميعا أمام التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية « معرباُ عن تقديره لما قامت به اللجان الخاصة في الاتحاد من أعمال ستسهم في نهاية المؤتمر للخروج برؤية واضحة لما يتطلبه العمل البرلماني الإسلامي في المرحلة المقبلة.