أجمل وأغلى هدية قدمتها الوسائل الإعلامية بشتى قنواتها للشعب السعودي بل العالم العربي والإسلامي ظهور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وقد من الله عليه بالشفاء بعد العملية الجراحية وهو يستقبل في مقر إقامته بنيويورك مساء يوم السبت 4-2-1432هـ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يرافقها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. كم هي جميلة تلك الإطلالة بل الأجمل تلك الابتسامة التي لا تفارق محياه أبداً.
لذا أقول لم تعد الخطب الرنانة ولا العداوات المفتعلة ولا الضغائن السياسية ولا التصريحات العنترية هي التي تصنع القائد الرمز وإنما السعي إلى إيجاد مناخ تشعر فيه كل دولة بقيمتها داخلياً وقدرها السياسي خارجياً دون القفز على دور أي دولة أو امتهان قدر الأخرى وقيمتها وهذه الحنكة السياسية أرسى مبادئها الملك القائد عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- فمنذ بزوغ نجمه السياسي وضع أولوية لقضايا أمته العربية والإسلامية وعمل بكل جهد وإخلاص لإعادة ترتيب البيت العربي الداخلي، فمن القضية اللبنانية والمشكلة السودانية إلى العراقية إلى علاقات دول الخليج وعلاقات ليبيا وسوريا..
ولا نتجاهل أو ننسى قضية القضايا.. القضية الفلسطينية فهي الشغل الشاغل للملك القائد ودعمها على جميع المستويات وفى جميع المحافل بشكل متواصل ودون فتور.
وأما الملك كإنسان فإنه مما لا شك فيه أن أجمل وأهم ما يتحلى به الفرد هو إنسانيته وتزيد أهمية الإنسانية عندما تتجلى في ملك حمل هم شعبه وأمته لواءً على كتفه ووضع مصلحتهم تاجاً على جبينه وهدفاً يسعى لتحقيقه، وأنى لهذه الأمور أن تتحقق لولا إنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله. فكم من طفل وطفلة عانوا آلام ومخاطر المرض فامتدت إليهم اليد الحانية بالرعاية والعلاج وكم من فقير كان أقصى ما يتمناه مأوى يأوي إليه هو وأطفاله فامتدت إليه يد العطاء والإنسانية لتبني له أملاً. فقصة إنسانية الملك لا تعرف التفرقة بين جنس أو لون أو دين وستظل منقوشة في صفحات التاريخ يحفظها أبناء الشعب السعودي والعربي والإسلامي في صدورهم ويترجمونها في سطورهم ويردون بها مكائد الحاقدين إلى نحورهم لتظل المملكة نموذجاً للإنسانية والترابط.