رفع اللواء وجدد العطاء وسار على نهج الرسل والأنبياء.. نشر الأمن في كل الربوع وغرس الفرحة والبسمة كالبدر في أزهى أيام السطوع.. حكم بالحق وعاهد بالصدق وسلك الطريق المستقيم على سنة المرسل رحمة للعالمين محمد -صلى الله عليه وسلم-.. رجل أخلص النية وحفظ الرعية ونشر في شتى المدن مبادئ المروءة والإنسانية، أحبته القلوب واستمعت لحكمته اللبوب، وتعلمت من حنكته ومهارته الشعوب، وصار مضرباً للمثل وأسوة للعمل ودستوراً للإخلاص وقانوناً للحصافة والشجاعة لامناص.. فمن كرمه تطبعنا ومن شيمه تعلمنا ومن خلقه ورفقته تأدبنا.. أمين على البلاد مؤتمن على العباد.. جعل من شعبه قوة ضاربة في شتى المهن ورفع من قدرهم ومكانتهم بين كل الدول.. فهو على رعايتهم قائم وعلى حبهم دائم وعلى الرقي بالمملكة العربية السعودية وشعبها جاهد مرابط.. وطد علاقة المملكة بالعديد من دول العالم.. وكان دائماً على رأس الوفود العربية في المؤتمرات الإقليمية والدولية.. أطلق مبادرة السلام في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، مهندس ترسيم حدود المملكة مع دول الجوار، انضمت في عهده المملكة إلى منطقة التجارة العالمية، أنشأ مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد وغيرها الكثير والكثير.
وسع خادم الحرمين الشريفين برامج الابتعاث التعليمي للخارج وزاد رواتب المبتعثين إلى أكثر من 50% وأسس جامعات جديدة في المدينة المنورة وتبوك وحائل وجيزان والقصيم والطائف والباحة وعرعر ونجران.
دعا القادة الفلسطينيين من حركتي فتح وحماس إلى التفاوض من خلال مؤتمر موسع بمكة المكرمة لحل مشكلاتهم وإنشاء وحدة وطنية فلسطينية، ووقع اتفاقية بين الفصائل الصومالية المتحاربة برعايته.
بدأ التوسعة الكبيرة للمسجد الحرام في مكة بالمنطقة الشمالية للحرم ووسع المسجد النبوي من الجهة الشرقية، وكذلك فعل في المشاعر المقدسة بمنى وعرفات والمزدلفة ووضع حجر الأساس لمشروعات عملاقة في جدة ومكة المكرمة تفوق تكلفتها ستمائة مليار ريال سعودي تحت مسمى نحو العالم الأول وأنشأ مستشفى الملك عبدالله للأطفال التي أصبحت مركزاً عالمياً لعلاج أمراض الأطفال.
الملك الإنسان نقل المصابين من قطاع غزة إلى المستشفيات السعودية وتكفل بعلاجهم جراء إصابتهم من الاعتداء الإسرائيلي وأقام جسراً جوياً لطائرات الإغاثة التي تحمل الأدوية والمستلزمات المعيشية وخطط لحملة شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني وبدأ بنفسه وتبرع بنحو ثلاثين مليون ريال، وعقد لقاء مصالحة مع العقيد معمر القذافي الرئيس الليبي أثناء القمة العربية التي انعقدت في قطر عام 2009م. الملك الإنسان يهتم بالحاضر ويخطط للمستقبل ويهتدي بتجارب الماضي فأنشأ مدينة للطاقة الذرية والمتجددة من أجل توفير مصادر بديلة لتوليد الطاقة الكهربائية وإنتاج المياه المحلاة وأنشأ جسراً عملاقاً للجمرات وربط بين مكة والمدينة بخط سكك حديدية وقطار المشاعر المقدسة ليربط بين مكة ومنى وجبل عرفات ومزدلفة.
الملك المؤمن سد الذريعة على المتشددين والمغالين ودعاة التطرف والفتنة وحصر الفتوى في هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث والفتوى ابتغاء مرضاة الله وسعيا نحو إحقاق الحق وإبطال الباطل وإشاعة الهدوء والطمأنينة والسكينة في نفوس شعبه ومواطنيه وأبنائه.
الوعكة الصحية التي تعرض لها ملك القلوب في الفترة الماضية اختبرت الحب الذي يتمتع به ملك القلوب داخل المملكة فأيدي الدعاء لم تكن تتوقف وعبارات الإخلاص والوفاء والصدق لم تنقطع لما للملك من مكانة في النفوس والقلوب.. نظراً لعطفه على الفقير ورفقته بالمحتاج وتلبية الحوائج لكل سائل والاهتمام براحة كل زائر والهداية والاستقامة لكل حائر ولغلظته على كل ذي سلطان جائر.
اللهم اشفِ خادم الحرمين الشريفين ومتعه بوافر الصحة وأعنه على كل مرض واجعل لسقمه دواء ولعلته شفاء.. الله امنحه العافية بعد الألم والحيوية والنشاط بعد التعب وسلامة النفس والبدن ونضارة الوجه والجسد واحفظه يا ربي من الحسد.
(*) وزارة الداخلية
aalasem@hotmail.com