القاهرة - مكتب الجزيرة - طه محمد:
تنظم مكتبة الإسكندرية مطلع شهر مارس المقبل، ولمدة ثلاثة أيام، المؤتمر السنوي الثامن لمنتدى الإصلاح العربي، تحت عنوان «تحديات وإشكاليات الثقافة في الوطن العربي»، بدعوة نخبة من المثقفين والمفكرين العرب، بدون حضور رسمي أو الخروج بتوصيات، كما يُعرف عن بقية المؤتمرات. ويتناول المؤتمر محاور عدة تتعلق بوضعية الثقافة العربية في الوقت الحالي، وأسباب تراجع دور الثقافة العربية حيال العديد من القضايا السياسية والاقتصادية، من خلال مناقشات قرابة مائة باحث ومفكّر يمثلون معظم الدول العربية؛ لمناقشة المحور العام للمؤتمر.
وسوف يمثل الحضور شخصيات عامة عربية، بجانب ممثلين عن المجتمع المدني، على أن تصبح المناقشات مفتوحة بين المشاركين، استناداً إلى وثيقة مكتبة الإسكندرية الشهيرة، التي تم إعدادها قبل ثماني سنوات. ومن المقرر أن يطرح المنتدى رؤية جديدة هذا العام، تتمثل في التركيز على عرض وجهات نظر المشاركين في مستقبل المنطقة العربية ثقافياً، في ظل التغيرات التي يشهدها العالم بصفة عامة. ويُعتبر المؤتمر استمراراً لسلسلة مؤتمرات الإصلاح التي تنظمها المكتبة سنوياً لنشر الوعي بأهم القضايا التي طرأت على العالم العربي خلال السنوات الست السابقة على المستويين الإقليمي والدولي من صراعات وتفاعلات، ويأتي بوصفه محاولة للاستفادة من مختلف التجارب بهدف بناء مستقبل أفضل للعالم العربي.
ويأتي انعقاد المؤتمر انطلاقاً من سعي المكتبة لتكون مركزاً للحوار العربي، وتواصلاً مع سلسلة المؤتمرات التي نظمتها، وبدأت بالمؤتمر الأول للإصلاح العربي، وصدرت عنه وثيقة الإسكندرية في مارس عام 2004. وقد نتج من هذا المؤتمر إنشاء منتدى الإصلاح العربي الذي يستهدف تعميم رؤية الإصلاح العربي الشامل التي بلورها المؤتمر وإقامة شبكة بين المهتمين بقضايا الإصلاح في العالم العربي. وفي إطار ما تبع ذلك من أنشطة لمنتدى الإصلاح العربي انعقدت مؤتمرات سنوية تناولت «التجارب الناجحة في المجتمع المدني العربي»، و»التحديات والمشاغل التي تواجه منظمات المجتمع المدني»، و»حقوق الإنسان والمرأة والتنمية»، و»الإعلام والديمقراطية والمسؤولية المجتمعية»، و»العالم العربي بين الحاضر والمستقبل»، «ودور العرب في عالم يتشكل».