|
عندما تتيح لك الحياة التعامل والتعايش عن قُرب مع شخص ينظر للحياة برؤية جادة ومتفائلة.. فهذا هو بدون شك سلطان بن فهد.. هذا الرجل الشهم الذي قَدِمَ من مُعترك العمل العسكري الصارم والانضباطي في الدوام والنوم والملبس والمأكل.. لدرجة أن سموه لم يلبس ساعة في يده منذ أكثر من 25 سنة، لأنه يُقدر الوقت، ويعرف الزمن إذا سُئل عنه بدقة متناهية قريبة جداً من الواقع.. وحتى عندما انتقل إلى عمله الجديد من السلك العسكري إلى السلك الرياضي، لم يكابر في الإنصات والاستفادة لمن هم أقدم وأعمق منه آنذاك في مجاله الجديد.. وساهمت هذه الميزة في استفادته كثيراً خلال مشواره الجديد.. وهذا ما جعله يحافظ ويستفيد من المكتسبات المتميزة التي تلقاها في عمله العسكري.. وحتى آخر يوم من ترْكه واستقالته من العمل الوظيفي الحكومي بناءً على طلبه.. لتجد مغادرته المشهد الرياضي تجاوباً وتفاعلاً إيجابياً من الشارع الرياضي، عكسَ محبة الناس له بمختلف ألوانهم وأذواقهم ومشاربهم.. كما عكسَ هذا الوضع الشعبية الجارفة لسموه في كل القلوب، حيث ساهمت تلك المشاعر في إنصافه من قِبل الرياضيين بعد ترجُّل الفارس عن جواده.
وغير هذا.. فإن سخاءه وكرمه ومساعدته للجميع تأتي عن حب وقناعة وطيبة نفس.. فهو لا يتصنّع التواضع... ولا يُظهر في عمله وتعامله إلا ما يُبطن.. فهو صريح في مشاعره.. دمث في أخلاقه.. طيب في سلوكه.. متواضع بصفاته.
وإضافة إلى ذلك، فإن سموه يملك ذاكرة قوية ساهمت في معرفته لأسماء جميع من يتعامل معهم.. وجعلته يتخذ القرار المناسب.. وبدون تردد.. لأن الحدث يظل في ذاكرته بدون نسيان مهما مرت الأيام والسنون.
وغير هذا.. فالأمير الفاضل يتمتع بإنسانية عظيمة وحِنية كبيرة.. ولمست ذلك منذ أن تشرفت بالعمل معه منذ أن التحق بالعمل الرياضي.. وحتى الآن.
شكراً لسلطان بن فهد الإنسان والقائد.. شكراً على ما قدمت في خدمة الشباب والرياضة.. ونتمنى لك الرفعة والسؤدد والتوفيق في حياتك الجديدة التي اخترتها.. وفي مجال جديد في المستقبل القريب يا ابن الملك النبيل.
*رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى